كتب – رامز يوسف:
التقطت مركبة كيوريوسيتي التابعة لناسا أولى صورها المُقرّبة لخطوط “شبكات العنكبوت” المريخية العملاقة على الكوكب الأحمر. يقول الباحثون إن هذه الخطوط المتعرجة، التي خلّفتها المياه الجوفية القديمة، قد تكشف المزيد عن ماضي المريخ المائي، وتُقدم أدلةً حول ما إذا كان الكوكب قد آوى حياةً فضائيةً في الماضي.
تتكون هذه الخطوط الشبيهة بالشبكة، من خطوط متقاطعة من الصخور الغنية بالمعادن، نادرًا ما تنتشر على سطح المريخ. يمكن أن تمتد هذه الأنماط حتى (٢٠ كيلومتراً)، وتبدو كما لو أنها نسجتها عنكبوتيات عملاقة عند رؤيتها من الفضاء. ولم تُدرس هذه الهياكل عن كثب حتى الآن.
سبق أن عثر باحثون على تكوينات أصغر حجماً على جدران الكهوف على الأرض، وتتشكل بآلية مشابهة للصواعد والهوابط. واقترح العلماء أن الآلية نفسها هي التي شكّلت هذه الهياكل على المريخ، ولكن على نطاق أوسع بكثير.
وقال ممثلو ناسا في بيان: “يُرجّح أن تكون الطبقة الصخرية أسفل هذه التلال قد تشكلت عندما خلّفت المياه الجوفية المتسربة عبر الصخور معادن تراكمت في تلك الشقوق والصدوع، فتصلبت وأصبحت أشبه بالأسمنت.. وأدت عمليات النفخ الرملي التي استمرت دهوراً بفعل رياح المريخ إلى تآكل الصخور، كاشفةً عن شبكات من التلال المقاومة في الداخل”.

تستكشف مركبة كيوريوسيتي حاليًا رقعة من شبكات العنكبوت على سفوح جبل شارب، الذي يبلغ ارتفاعه 5.5 كيلومتر، ويقع في قلب فوهة جيل، حيث هبط الروبوت المتجول عام 2012. انطلقت المركبة إلى المنطقة في نوفمبر 2024 ووصلت في وقت سابق من هذا الشهر. تُعد هذه الملامح هدفًا ذا أولوية لعلماء المهمة، لأن هذه التلال لا تظهر في أي مكان آخر على الجبل – والخبراء لا يعرفون السبب.
حفرت المركبة أيضًا وحللت بعض عينات الصخور المحيطة بالتلال الشبكية، ووجدت أنها تحتوي على عروق من كبريتات الكالسيوم، وهو معدن مالح ينتج أيضًا عن المياه الجوفية. لم يُرصد هذا المعدن تحديدًا حتى الآن في جبل شارب، لذا فإن اكتشافه هنا “مفاجئ للغاية”، وفقًا لما ذكرته أبيجيل فريمان، نائبة عالم مشروع كيوريوسيتي في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، في البيان.
يأمل الباحثون معرفة المزيد عن ماضي المريخ المائي، قبل أن تجرف الإشعاعات الشمسية محيطاته. كما يمكن للنتائج المستقبلية أن تُلقي الضوء على المحيط الجوفي العملاق الذي اكتُشف مؤخرًا في أعماق قشرة المريخ.
يعتقد بعض الخبراء أيضًا أن التلال قد تُسهم أخيرًا في حسم الجدل حول ما إذا كان المريخ قد شهد حياةً فضائيةً في الماضي.
قالت كيرستن سيباخ، عالمة مهمة كيوريوسيتي في جامعة رايس في هيوستن، والتي كانت تدرس المنطقة سابقًا: “ستحتوي هذه التلال على معادن تبلورت تحت الأرض، حيث كان الجو أكثر دفئًا، مع تدفق مياه سائلة مالحة عبرها.. ربما نجت ميكروبات الأرض المبكرة في بيئة مماثلة. وهذا ما يجعل هذا المكان مكانًا مثيرًا للاستكشاف”.
المصدر: Live Science
اقرأ أيضا: