اختبار جديد للدم يكشف الزهايمر مبكرا

يكشف فحص دم جديد لويحات الأميلويد (بالبرتقالي) وهي سمة أساسية لمرض الزهايمر
يكشف فحص دم جديد لويحات الأميلويد (بالبرتقالي) وهي سمة أساسية لمرض الزهايمر
كتبت – شيرين فرج:

أجازت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مؤخرًا فحص دم يكشف عن علامات مرض الزهايمر في الدماغ، وفقًا لدراسات متعددة. يُعدّ هذا أول فحص دم مُتاح على الإطلاق لهذا النوع الشائع من الخرف.

عند تأكيد الطبيب إصابة المريض بتدهور إدراكي، يُمكن استخدام فحص الدم بدلًا من الفحوصات القياسية لمعرفة احتمالية إصابته بمرض الزهايمر. في السابق، كانت الطرق القياسية لتشخيص مرض الزهايمر أكثر تدخلًا وتكلفة، وتشمل فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، التي تستخدم مواد مشعة؛ والبذل القطني (يُسمى أيضًا البذل الشوكي)، حيث يستخدم الطبيب إبرة لأخذ عينة من السائل الشوكي من أسفل الظهر. كما يستخدم الأطباء أحيانًا التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب لاستبعاد أسباب أخرى للتدهور الإدراكي.

يقيس الاختبار الجديد نسبة بروتينين في دم الإنسان، وترتبط هذه النسبة بوجود أو غياب لويحات الأميلويد، وهي علامة رئيسية لمرض الزهايمر في الدماغ.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون فقدان الذاكرة الذي قد يكون ناجمًا عن مرض الزهايمر، فإن الخطوة الأولى هي زيارة طبيب الرعاية الأولية (PCP)، الذي يجب أن يُجري اختبارًا إدراكيًا. في حال وجود علامات ضعف إدراكي، يُحال المريض إلى طبيب أعصاب لإجراء تقييم مُعمّق.

وقاد الدكتور جريج داي، طبيب الأعصاب في عيادة مايو في فلوريدا، دراسة حول فحص الدم نُشرت في يونيو في مجلة جمعية الزهايمر. ووجدت دراسة نُشرت عام 2024 في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) أنه سواءً أوصى طبيب الرعاية الأولية أو أخصائي بإجراء الفحص، فإنه يتمتع بنفس الدقة في تأكيد تشخيصات الزهايمر المشتبه بها.

قال داي إنه يمكن لأطباء الرعاية الأولية استخدام نتائج الاختبار لتحديد ما إذا كانوا سيحيلون المرضى إلى أخصائي، والذي قد يصف لهم علاجات مثل ليكانيماب أو دونانيماب. أو يمكن لطبيب الرعاية الأولية وصف دواء شخصي مثل دونيبيزيل، والذي يمكن أن يساعد في تحسين الوظيفة العقلية لمرضى الزهايمر.

هذا الاختبار – المسمى “Lumipulse G pTau217/ß-Amyloid 1-42 Plasma Ratio” – مخصص للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 55 سنة فأكثر والذين تظهر عليهم علامات وأعراض التدهور المعرفي التي أكدها الطبيب. صُمم هذا الاختبار للكشف المبكر عن لويحات الأميلويد المرتبطة بمرض الزهايمر. (لويحات الأميلويد هي تكتلات غير عادية توجد بين خلايا الدماغ، وتتكون من نوع من البروتين يُسمى بيتا أميلويد).

أكد الدكتور سيد أوسيم عزيزي، رئيس قسم علم الأعصاب السلوكي واضطرابات الذاكرة في كلية الطب بجامعة ييل، أهمية الكشف المبكر. وأوضح أن دماغ مريض الزهايمر يشبه محركًا صدئًا، حيث تتراكم اللويحات كالصدأ على المحرك، ما يعيق دوران العجلات.

وأضاف أن هناك علاجات معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تعمل كزيت، تساعد العجلات على الدوران، لكن الدواء لا يزيل الصدأ نفسه. وتُظهر الدراسات أن العلاجات المتاحة يمكن أن تُبطئ تدهور الدماغ بنسبة تتراوح بين 30% و40%، ما يُمكّن المريض من الحفاظ على وظائفه لفترة أطول.

وقال عزيزي، مُقدمًا مثالًا افتراضيًا: “إذا كنت تقود سيارتك الآن وتعيش بشكل مستقل ولا تتناول الدواء، فمن المُرجح أنك لن تتمكن من القيام بكل هذه الأشياء خلال خمس سنوات”. إذا تناولتَ الدواء، تُمدد السنوات الخمس إلى 8 سنوات. إذا اعتُمد فحص الدم الجديد كما هو مُخطط له، فقد يُساعد المزيد من الناس على الحصول على هذه العلاجات في وقتٍ أقرب.

المصدر: Live Science

اقرأ أيضا:

أحجار كريمة نارية تكشف أسرار الماضي العنيف للقمر

قد يعجبك أيضًأ