اكتشاف عمود “شبح” يُعيد تشكيل الأرض تحت سلطنة عُمان

يرجح أن العمود الشبحي تحت عمان تشكل قبل 40 مليون سنة
يرجح أن العمود الشبحي تحت عمان تشكل قبل 40 مليون سنة
كتب – باسل يوسف:

يعتقد العلماء أنهم اكتشفوا عمودًا “شبحًا” لأول مرة. ينبع هذا العمود الصخري الساخن، الذي يصعب رصده على نحو غير معتاد، من لب الأرض تحت عُمان، ولا يُظهر أي نشاط بركاني سطحي، على عكس الأعمدة البركانية النموذجية.

سواءً أكان هناك اضطراب مرئي على السطح أم لا، يُعتقد أن أعمدة الوشاح تلعب دورًا حاسمًا في تفاعل الحرارة والضغط والحركة وصولًا إلى مركز الكوكب.

وفهم الأعمدة الشبحية ومواقعها يُمكن أن يُساعد العلماء على معرفة المزيد عن الصفائح التكتونية، وتطور الحياة، والمجال المغناطيسي للأرض.

كتب فريق الباحثين الدولي في ورقتهم البحثية المنشورة: “تقدم هذه الدراسة أدلة متعددة التخصصات على وجود عمود شبح تحت شرق عُمان – عمود داني”.

جاء الدليل الأول من البيانات الزلزالية: تباطأت الأمواج عند مرورها عبر المنطقة، ما يشير إلى وجود صخور أكثر سخونة وليونة تحتها.

وأضافت النمذجة الحاسوبية والقياسات الميدانية الإضافية إلى الأدلة على وجود عمود سحابي شبحي، بما في ذلك انقطاعات زلزالية: طبقات حدودية جيولوجية مهمة بعمق 410 كيلومترات و660 كيلومترًا، على التوالي.

وفقًا للبيانات، من المرجح أن يتراوح قطر العمود بين 200 و300 كيلومتر، وأن تكون درجة حرارته أعلى من طبقة الوشاح المحيطة به بما يصل إلى 100-300 درجة مئوية. وهو عبارة عن رقعة صخرية صغيرة نسبيًا ومركّزة.

تشير النماذج إلى أن هذا العمود ربما كان موجودًا منذ زمن طويل، مؤثرًا على حركة الصفيحة التكتونية الهندية قبل حوالي 40 مليون سنة. ويقول الباحثون إن هذه الظاهرة ربما لا تزال تُسهم في رفع مستوى اليابسة في عُمان حتى اليوم.

إذا كان هذا العمود شبحًا بالفعل، فمن المرجح وجود أعمدة أخرى حول العالم تنتظر الاكتشاف. وهذا له آثار على النماذج والحسابات التي يستخدمها الخبراء لفهم التطور الجيولوجي.

تنبع الأعمدة الأكثر شيوعًا التي نعرفها، والمرتبطة بالنشاط البركاني، من حدود الوشاح الأساسية. تقع هذه الحدود على بُعد حوالي 2890 كيلومترًا تحت السطح، وهي النقطة التي تتسرب عندها المواد الساخنة من لب الأرض.

كما تُشير النتائج إلى أن الحرارة قد تتسرب من لب الأرض أكثر مما كان مُقدرًا سابقًا، ما قد يتطلب المزيد من الدراسات لرسم خريطة لتأثير ذلك على المدى الطويل.

كتب الباحثون: “زيادة تدفق الحرارة بين اللب والوشاح تحمل آثارًا على نماذج التطور الحراري لكوكبنا، وتُشير إلى تنقيحات محتملة لمراعاة توزيع العناصر المُنتجة للحرارة، بما في ذلك تلك المُحتجزة في الوشاح السفلي وفي اللب”.

نُشر البحث في مجلة Earth and Planetary Science Letters.

المصدر: Science Alert

اقرأ أيضا:

علماء: مواليد هذه الأيام سيواجهون مناخا جحيميا

قد يعجبك أيضًأ