كتب – باسل يوسف:
يقول العلماء إن أسنان البشر الحساسة تطورت في الأصل من “دروع” سمكة منقرضة عاشت قبل 465 مليون سنة.
في دراسة جديدة، أظهر الباحثون كيف أن الأنسجة الحسية المكتشفة على الهياكل الخارجية للأسماك القديمة ترتبط بنفس “المجموعة الجينية” التي تُنتج أسنان الإنسان. ونشرت النتائج في مجلة نيتشر.
في البداية، شرع الباحثون في تحديد أقدم الفقاريات في السجل الأحفوري، باحثين عن عينات أحفورية من العصرين الكامبري والأوردوفيشي (منذ 541 مليون إلى 443 مليون سنة). من الدلائل الدالة على وجود نوع من الفقاريات وجود أنابيب داخلية للعاج، وهو نسيج متكلس يوجد أسفل مينا الأسنان البشرية مباشرةً، ولكنه موجود في النتوءات الخارجية في دروع الأسماك القديمة.
أثناء استخدام التصوير المقطعي المحوسب عالي الدقة لدراسة نوع “السمكة الأولى” عديمة الفك “أناتولبيس هينتزي”، اكتشف الباحثون ما يشبه مسامًا مليئة بالعاج. وللتأكد من ذلك، قارنوا أناتولبيس هينتزي بمجموعة من الأحافير القديمة والحياة البحرية الحديثة.
ومع التدقيق، أدركوا أن المسام المفترضة المبطنة بالعاج كانت في الواقع أشبه بالأعضاء الحسية في أصداف السرطانات. وبالتالي، كان أناتولبيس هينتزي من المفصليات اللافقارية القديمة – وليس من الأسماك الفقارية.
أدى توضيح الالتباس حول تصنيف أناتولبيس هينتزي إلى اكتشاف جديد مهم: كانت الفقاريات القديمة، مثل الأسماك والمفصليات القديمة، تُكوّن نفس الأنسجة المعدنية لمساعدتها على استشعار بيئتها. في النهاية، تطور هذا النسيج المعدني إلى العاج، ثم إلى أسنان البشر الحساسة.
تدعم الدراسة الجديدة فكرة أن الهياكل الحسية تطورت على الهياكل الخارجية منذ 460 مليون سنة على الأقل، ثم في وقت لاحق من التاريخ التطوري، استخدمت الحيوانات نفس “المجموعة الجينية” لتكوين الأسنان.
وكتب الباحثون في الدراسة: “بالنظر إلى الأمر من خلال هذه العدسة التطورية، فإن حقيقة أن الأسنان في الفم حساسة للغاية ليست لغزًا، بل هي انعكاس لأصولها التطورية ضمن الدرع الحسي للفقاريات المبكرة”.
المصدر: Live Science
اقرأ أيضا: