القارة القطبية الجنوبية في خطر.. القوى العظمي تتتسابق على الموارد

الأعمال الاستكشافية مهددة في القارة القطبية الجنوبية
الأعمال الاستكشافية مهددة في القارة القطبية الجنوبية
الأعمال الاستكشافية مهددة في القارة القطبية الجنوبية
كتب – باسل يوسف:

على مدى أكثر من 6 عقود، كانت القارة القطبية الجنوبية ومواردها رمزًا للسلام والتعاون. كانت هذه البرية الشاسعة، التي لم تمسها الحرب ولم تفسدها الأيدي البشرية، ملاذًا للفضول العلمي والاكتشاف.

وفرت معاهدة القارة القطبية الجنوبية، التي أُعلنت في عام 1961، إطارًا حافظ على هذا التوازن الدقيق.

وشجعت المعاهدة الاستكشاف السلمي، الأر الذي مكن دولًا مثل بريطانيا والأرجنتين وأستراليا والنرويج وفرنسا ونيوزيلندا وتشيلي من المطالبة بالأراضي، ولكنها قيدت هذه المطالبات لصالح البحث العلمي.

يقول توم شارب، قائد كاسحات الجليد السابق في البحرية الملكية، إنه بمجرد أن تصبح موارد القارة القطبية الجنوبية الشاسعة تستحق المخاطرة باستغلالها اقتصاديًا، فإن الأمور ستتغير.

السيطرة على موارد القارة القطبية الجنوبية

على مدى سنوات، كانت معاهدة القارة القطبية الجنوبية بمثابة نموذج للتعاون العالمي الفعال. ولكن الآن، يظهر هذا النموذج الذي اختبره الزمن علامات التآكل والتلف.

بعض القوى الكبرى مثل الصين وروسيا ودول أخرى تدفع معاهدة القارة القطبية الجنوبية إلى مياه مجهولة، ما يهدد بصراع جديد للسيطرة على القارة الغنية بالموارد.

الولايات المتحدة، على الرغم من أنها لا تزال تفتخر بالبصمة الأساسية في القارة القطبية الجنوبية، تشهد منافسة سريعة من الصين. مؤخرًا، أكملت الصين قاعدتها الخامسة في القارة، والتي تقول إنها مخصصة “لأغراض علمية”.

في الوقت نفسه، يبدو أن روسيا عازمة بنفس القدر على ترسيخ وجودها. هذه الخطوة، وفقًا للدكتورة لين جولدسورثي من جامعة تسمانيا، هي جزء من استراتيجيتها الأوسع لزعزعة النظام العالمي القائم على القواعد.

الثغرات والطموحات

على الرغم من حظر التعدين حتى عام 2048، فإن هؤلاء اللاعبين الجدد يعلنون بشكل واضح عن خططهم الطموحة لاستخراج الموارد من القارة القطبية الجنوبية.

ولكن ما يهم حقا، كما يحذر شارب، ليس مجرد الطموحات العلنية. بل إن الأمر يتعلق بالمناورات الأكثر دهاء، مثل استخدام الأفراد العسكريين لأغراض سلمية، والتي قد تترجم يوما ما إلى حقوق الملكية.

مع استفادة دول مثل روسيا والصين والهند من هذا – إلى جانب تركيا والمملكة العربية السعودية وإيران الحريصة على تأمين موطئ قدم – فإن المشهد في القارة القطبية الجنوبية يتغير بسرعة.

تحديث المعاهدة

أدت هذه التطورات إلى دعوات لتحديث معاهدة القارة القطبية الجنوبية. ومع ذلك، يبدو تحقيق الدعم بالإجماع اللازم لهذا الإصلاح بعيدًا كل البعد، بالنظر إلى المخاطر الجيوسياسية ومدى نفوذ دول مثل روسيا والصين.

إن استراتيجية متماسكة، مدعومة بالناس والمفتشين والسفن وآليات التنفيذ، مطلوبة أكثر من أي وقت مضى لدعم المعاهدة القائمة.

حماية موارد القارة القطبية الجنوبية

في خضم التوترات الجيوسياسية المتزايدة، من الأهمية بمكان عدم تجاهل المخاوف البيئية الملحة التي تواجه القارة القطبية الجنوبية.

القارة هي موطن للنظم البيئية والحياة البرية الفريدة التي تتسم بحساسية شديدة للأنشطة البشرية وتغير المناخ. إن ذوبان الصفائح الجليدية يشكل تذكيراً صارخاً بالعواقب الأوسع نطاقاً المترتبة على ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

تشير الأبحاث إلى أن جليد القارة القطبية الجنوبية يحتوي على ما يكفي من المياه لرفع مستويات سطح البحر العالمية بعدة أمتار، ما يؤكد الحاجة الملحة إلى التعاون الدولي في التخفيف من آثار تغير المناخ.

يجب إعطاء الأولوية للسياسات والممارسات البيئية المستدامة للحفاظ على البيئة البكر في القارة القطبية الجنوبية للأجيال القادمة.

المصدر: earth

اقرأ أيضا:

8 ألغاز كبرى عن كوكب الأرض عجز العلم عن حلها – المصدر

قد يعجبك أيضًأ