كتب – رامز يوسف:
أثناء تحليقه المميت عبر الغلاف الجوي للشمس، سجّل مسبار باركر الشمسي التابع لناسا مباشرةً انفجارًا بلازميًا قويًا متجهًا نحو سطح نجمنا بتفاصيل غير مسبوقة.
اكتشفت قياسات باركر الجديدة وجود بروتونات بطاقة أكبر بحوالي 1000 مرة مما كان متوقعًا، ونفثًا بلازميًا ينطلق نحو الشمس، وليس بعيدًا عنها. كان موقع باركر فريدًا بين الشمس ومصدر الجسيمات، ما سمح للعلماء بتحديد مصدرها بسهولة. تشير هذه النتائج إلى أن تعقيد وقوة التشابكات في المجال المغناطيسي للشمس يمكن أن تُسرّع الجسيمات المشحونة إلى سرعات أعلى بكثير ما هو متوقع من قوة المجال وحدها.
نتجت نفاثة البلازما المتجهة نحو الشمس عن “إعادة الاتصال المغناطيسي” في الغلاف الجوي للشمس – وهي العملية الانفجارية التي تتكسر فيها المجالات المغناطيسية ثم تتحد مجددًا. تُحوّل هذه الظاهرة القوية الطاقة المُخزّنة في المجال المغناطيسي للشمس إلى طاقة تُسرّع الرياح الشمسية – وهي التدفق المستمر للجسيمات المشحونة التي تُطلقها الشمس عبر النظام الشمسي.
يُعد فهم إعادة الاتصال المغناطيسي أمرًا بالغ الأهمية لوضع تنبؤات أفضل حول طقس الفضاء، الذي تُحرّكه الرياح الشمسية وغيرها من الانفجارات النشطة الصادرة عن نجمنا. كما يُعدّ طقس الفضاء مُشتبهًا رئيسيًا في تجريد المريخ من غلافه الجوي، وتحويله من كوكب صالح للسكن إلى أرض صحراوية جليدية قاحلة.
على الأرض، يُمكن أن يُحفّز طقس الفضاء عواصف مغناطيسية أرضية تُسبب انقطاعات في التيار الكهربائي، وتُلحق الضرر بالأقمار الصناعية، وتُتداخل مع إشارات الراديو ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، بل وتُعرّض رواد الفضاء للخطر. من الجانب المشرق، يُعطي طقس الفضاء الأرض أيضًا شفقها القطبي الرائع.
أشارت تقارير الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية إلى أن الأحداث الشمسية القوية في مايو 2024 ألحقت أضرارًا بالغة بالمزارعين عندما عطّلت العواصف الجيومغناطيسية الشديدة أنظمة الملاحة الدقيقة الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المستخدمة في زراعة وتسميد وحصاد صفوف البذور، ما تسبب في خسارة تقدر بنحو 500 مليون دولار من إمكانات الربح.
المصدر: Live Science
اقرأ أيضا:
