كتب – رامز يوسف:
البقع الشمسية، هي مناطق داكنة مؤقتًا على سطح الشمس، وتحدث نتيجة لحقول مغناطيسية شديدة تتولد من خلال حركة المواد داخل الشمس. بعبارة أخرى، يمكنها أن تخبرنا بشكل غير مباشر بما يحدث داخل نجمنا الأم.
والأهم من ذلك، أن هذه البقع ليست فريدة من نوعها بالنسبة للشمس – فقد لاحظ علماء الفلك هذا السلوك في عدد من الأجسام النجمية في جوار مجرتنا. تُعرف هذه بشكل عام باسم البقع النجمية، ويمكنها أن تخبرنا عن باطن نجومها أيضًا.
يمكن أن تستمر البقع النجمية بشكل عام من أيام إلى أشهر، ويمكن أن تهاجر عبر سطح نجمها. يعد تتبع سلوك البقع الشمسية على الشمس أمرًا مهمًا لأن زيادة نشاط البقع الشمسية مرتبطة بزيادة انبعاث الجسيمات المشحونة من الشمس – ويمكن أن يكون لهذا النشاط عواقب وخيمة على تكنولوجيتنا على الأرض.
لحسن الحظ، يحدث نشاط البقع الشمسية في شمسنا على مدار دورة مدتها 11 عامًا تقريبًا، ما يمنحنا بعض المؤشرات حول موعد توقع هذا الطقس الشمسي. ومع ذلك، فقد كان علماء الفلك مؤخرًا يتتبعون نشاط البقع النجمية على نجم عملاق أحمر يسمى XX Trianguli، ويشير السلوك غير المنتظم للبقع النجمية إلى أن داخله قد يكون به ديناميكيات أكثر فوضوية من نجمنا.
حلل باحثون من معهد لايبنتز للفيزياء الفلكية في بوتسدام (AIP) ومركز أبحاث HUN-REN لعلم الفلك وعلوم الأرض (HUN-REN RCAES)، أكثر من 2000 طيف عالي الدقة جُمعت على مدار 16 عامًا باستخدام تلسكوب STELLA الآلي في تينيريفي. سمح هذا الكنز من البيانات للباحثين بإعادة بناء 99 صورة متسلسلة زمنية أظهرت تطور البقع النجمية على سطح XX Trianguli من عام 2006 إلى عام 2022.
أظهر أحد النتائج الرئيسية للبحث أن هذه البقع أكبر حتى من سطح شمسنا بالكامل – ولهذا السبب تم تسمية XX Tri “النجم الأكثر بقعًا في السماء”.
بالنسبة لـ XX Trianguli، الذي يبعد 630 سنة ضوئية عن الأرض، يمكن لمركز الضوء للقرص النجمي أن يتحرك بنسبة تصل إلى 10٪ من نصف قطر النجم بالنسبة لمركزه الهندسي، ما يتسبب في إزاحة 24 إن هذه التناقضات الصغيرة قد تبدو ضئيلة للغاية، إلا أنها قد تتزايد على مسافات هائلة بين المجرات.
نُشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.
اقرأ أيضا:
