جيمس ويب يكتشف نوعا جديدا من الثقوب السوداء الخفية

رصد جيمس ويب الفضائي كويزارًا (نقطة وردية شائكة في وسط الصورة) يعمل بتأثير ثقب أسود، ويعود تاريخه إلى أول مليار سنة بعد الانفجار العظيم
رصد جيمس ويب الفضائي كويزارًا (نقطة وردية شائكة في وسط الصورة) يعمل بتأثير ثقب أسود، ويعود تاريخه إلى أول مليار سنة بعد الانفجار العظيم
كتب – رامز يوسف:

كشف علماء الفلك، باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، عن مجموعة مخفية من الثقوب السوداء الهائلة في الكون المبكر، لم تُرَ من قبل.

قد يُسهم هذا الاكتشاف الرائع في سد الفجوة بين الكوازارات الكلاسيكية و”النقاط الحمراء الصغيرة” الأقل شهرة، والتي اكتُشفت مؤخرًا قرب فجر التاريخ، والتي قد تُمثل كوازارات وليدة.

الكوازارات الكلاسيكية هي نوى مجرية نشطة (AGNs)، وهي مجرات تهيمن عليها ثقوب سوداء نشطة التغذية، وتحيط بها بيئات غبارية معقدة. هذه النوى المجرية النشطة تُغذّيها ثقوب سوداء هائلة، وهي شديدة السطوع، ما يُسهّل اكتشافها رغم الغبار المحيط بها.

ولكن في ديسمبر 2022، اكتشف العلماء باستخدام تلسكوب جيمس ويب نوعًا جديدًا غريبًا من النوى المجرية النشطة، أطلقوا عليه اسم “النقاط الحمراء الصغيرة” – سُمّيت بهذا الاسم لأنها تبدو كبقع حمراء صغيرة خافتة في الصور. وعلى عكس الكوازارات الكلاسيكية، تكون هذه النقاط أصغر حجمًا وأكثر عتامة، وتميل إلى الاختفاء خلف كميات كبيرة من الغبار.

لا تزال الصلة بين نوعي النوى المجرية النشطة لغزًا، ما دفع علماء الفلك إلى البحث عن أجسام ذات خصائص متوسطة.

لأكثر من عقد من الزمان، اعتاد علماء الفلك البحث عن الكوازارات البعيدة باستخدام تلسكوب سوبارو في هاواي، وحددوا عدة مجرات خلال المليار سنة الأولى بعد الانفجار العظيم. وبينما لم يكن ضوء هذه المجرات نموذجيًا للكوازار الكلاسيكي، إلا أن شدته كانت عالية جدًا بحيث لا يمكن أن تنسب إلى تكوين النجوم وحده. ورجحوا أن هذه المجرات تحتوي على نوى مجرية نشطة، كانت مختبئة بطريقة ما في الغبار. لكن علماء الفلك لم يتمكنوا من إثبات أنها كانت بالفعل نوعًا مختلفًا من النوى المجرية النشطة نظرًا للقيود التقنية في التلسكوبات آنذاك.

الآن، باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي الأكثر حساسية لإعادة تحليل تلك الأجسام المحيرة التي رصدها سوبارو، أكد فريق دولي من علماء الفلك وجود غاز سريع الحركة تحت تأثير الجاذبية القوية للثقوب السوداء الهائلة. أثبت هذا أن هذه الأجسام كانت في النهاية نوى مجرية نشطة – ولكنها من نوع لم يسبق له مثيل.

نُشرت النتائج في دراسة على قاعدة بيانات ما قبل الطباعة arXiv.

6 صور من تلسكوب جيمس ويب الفضائي لنقاط حمراء صغيرة رُصدت في بدايات الكون

من بين 13 مجرة ​​بعيدة فُحصت في الدراسة الجديدة، وجد علماء الفلك أن 9 منها أظهرت علامات واضحة على وجود مجموعة جديدة من الثقوب السوداء النشطة فائقة الكتلة – وأن أنماط ضوئها تحمل بصمة واضحة للنجوم الزائفة (الكوازارات) المختبئة خلف الغبار الكثيف.

قال يوشيكي ماتسوكا، الأستاذ المشارك في مركز أبحاث الفضاء والتطور الكوني بجامعة إهيمي، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “فوجئنا بوفرة الكوازارات المحجوبة في الكون المبكر. هذا يعني أن جزءًا كبيرًا من الثقوب السوداء النشطة الضخمة قد أُغفل في المسوحات الأرضية السابقة”.

يخطط الفريق بقيادة ماتسوكا لاستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي لرصد 30 جرمًا سماويًا إضافيًا من نفس عينة تلسكوب سوبارو. ويأملون في اكتشاف المزيد من الكوازارات الخفية، بما في ذلك النقاط الحمراء الصغيرة.

المصدر: Live Science

اقرأ أيضا:

أول عصيان من الذكاء الاصطناعي ضد الأوامر البشرية

قد يعجبك أيضًأ