كتبت – شيرين فرج:
لكلٍّ منا نمطه الزمني الخاص – وهو ميل للنوم في أوقات مُحددة، حيث يكون المُبكرون والمُحبون للسهر على طرفي نقيض. تُشير دراسة جديدة إلى أن هذا النمط الزمني له علاقة ما بالتدهور المعرفي.
أجرت الدراسة، بقيادة فريق من جامعة جرونينجن في هولندا، فحصًا دقيقًا لبيانات نحو 24 شخصا تبلغ أعمارهم 40 سنة فأكثر. وُضعت عادات النوم مُقارنةً بنتائج اختبار طلاقة الشكل (RFFT)، الذي يقيس القدرة المعرفية، على مدار عقد من الزمن.
أظهرت البيانات أن مُحبي السهر الذين سهروا لوقت متأخر وحصلوا على تعليم جامعي كانوا أكثر عرضة لخطر التدهور المعرفي. تُضيف هذه النتائج معلومات جديدة ومهمة إلى الجهود المبذولة لفهم الشيخوخة والخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر.
كتب الباحثون في ورقتهم البحثية المنشورة: “في المجموعة ذات التعليم العالي، تقابل كل زيادة لمدة ساعة في النمط الزمني انخفاضًا في الإدراك بمقدار 0.80 نقطة لكل عقد”.
في هذه المجموعة، ساهمت جودة النوم والتدخين بنسبة 13.52% و18.64% من الارتباط، على التوالي.
بعبارة أخرى، أثرت جودة النوم التي كان يحصل عليها هؤلاء الأشخاص، وما إذا كانوا مدخنين أم لا، على خطر التدهور المعرفي إلى حد ما – ولكن بدرجة ضئيلة نسبيًا. من المعروف أن التدخين وقلة النوم مرتبطان بالخرف.
الدراسة ليست شاملة بما يكفي لإظهار علاقة سببية مباشرة بين السهر ومعدل التدهور المعرفي الأسرع – فهناك العديد من المتغيرات التي يجب مراعاتها. ومع ذلك، فإنها تُظهر علاقة تستحق البحث.
كتب الباحثون: “لم يُفسر النشاط البدني، والتدخين السابق، واستهلاك الكحول العلاقة بين النمط الزمني والتدهور المعرفي”.
في الفئات الفرعية ذات التحصيل التعليمي المنخفض والمتوسط، لم تُلاحظ أي آثار إجمالية ومباشرة ذات دلالة إحصائية.
كانت نتائج الدراسات السابقة حول هذا الارتباط مُتفاوتة، واستندت إلى مناهج مُختلفة، ولكن هناك الكثير من الأبحاث السابقة حول العلاقة بين النوم ورفاهيتنا – فعلى سبيل المثال، يكون العاملون في نوبات ليلية أكثر عُرضة لخطر العديد من المشاكل الصحية.
طرح الباحثون بعض الاقتراحات حول سبب زيادة التدهور المعرفي لدى الأشخاص المُثقفين الذين يسهرون ليلاً، بما في ذلك ساعات عملهم الثابتة والمنتظمة – ما يعني أنهم ما زالوا مُضطرين للاستيقاظ مُبكراً في الصباح، حتى لو سهروا لوقت متأخر، وبالتالي لا يُعطون الدماغ وقتاً كافياً للراحة التامة.
أشارت الدراسة أيضًا إلى أن الأشخاص الأكثر تعليمًا يتمتعون بمستوى معرفي أعلى في البداية، ما يعني أن التراجع قد يكون أكثر وضوحًا. كما أشار الباحثون إلى أن عينة دراستهم شملت عددًا قليلًا من الأنماط الزمنية المبكرة، ما قد يكون أثر على النتائج.
مع تقدم السكان في السن حول العالم، تشير التقديرات إلى وجود حوالي 57 مليون حالة خرف عالميًا، وهو رقم من المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2050، ما يجعل الجهود المبذولة لمعرفة أسباب التدهور المعرفي أمرًا ملحًا بشكل متزايد.
وكتب الباحثون: “مع ارتفاع متوسط العمر المتوقع وشيخوخة السكان في جميع أنحاء العالم، يُعد الحفاظ على الصحة المعرفية أولوية عالمية ملحة”.
نُشر البحث في مجلة الوقاية من مرض الزهايمر.
المصدر: Science Alert
اقرأ أيضا: