دراسة تكشف العلامات الوراثية للاضطراب ثنائي القطب

كتبت – شيرين فرج:

حدد العلماء ما يقرب من 300 “نقطة ساخنة” في الجينوم البشري قد تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب.

في أكبر دراسة من نوعها حتى الآن، أجرى فريق بحثي دولي تحليلاً شاملاً للحمض النووي لنحو 3 ملايين فرد، بينهم أكثر من 158 ألف مصاب بالاضطراب ثنائي القطب. جُمعت بيانات الحمض النووي من أشخاص من أصول أوروبية وشرق آسيوية وأفريقية ولاتينية، في 27 دولة.

في هذا الكنز من المعلومات الجينية، حدد الباحثون 298 امتدادًا من الجينوم تحتوي على متغيرات جينية قد تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب. وركزوا على 36 جينًا محددًا مرتبطًا بالاضطراب.

من بين تلك الجينات الـ 36، من المعروف أن 16 جينًا هي أهداف لجزيئات صغيرة يمكن استخدامها كأدوية لتعديل نشاط الجينات، وفقًا للمؤلف الأول للدراسة كيفن شون أوكونيل، وهو باحث في مركز الطب النفسي الدقيق بجامعة أوسلو، ويقول “يشير هذا إلى إمكانية تطوير عقاقير جديدة ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث في الجوانب الدوائية التي كانت خارج نطاق هذا العمل”.

نُشرت الدراسة الجديدة في 22 يناير في مجلة Nature.

الاضطراب ثنائي القطب (BD) هو حالة نفسية تتميز بتحولات شديدة في المزاج والطاقة، بما في ذلك حالات النشوة، أو النوبات الهوسية؛ والحالات اليائسة، والتي تسمى النوبات الاكتئابية. يمكن للأشخاص أيضًا تجربة أعراض الهوس والاكتئاب في نوبات مختلطة. هناك نوعان رئيسيان من الاضطراب ثنائي القطب، بما في ذلك الاضطراب ثنائي القطب الأول – الذي يتناوب بين نوبات أطول من الاكتئاب والهوس – والاضطراب ثنائي القطب الثاني، والذي ينطوي على الاكتئاب و”الهوس الخفيف”، وهي حالة أقل تطرفًا.

يؤثر الاضطراب ثنائي القطب على نحو 1 من كل 150 بالغًا في جميع أنحاء العالم، لكن أساسه البيولوجي غير مفهوم جيدًا. تشير الأدلة إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا، وارتبطت متغيرات جينية محددة بالاضطراب في الماضي. ومع ذلك، أجري معظم هذه الأبحاث السابقة على أشخاص من أصل أوروبي.

من خلال دمج أشخاص من خلفيات عديدة، اكتشف العلماء سمات وراثية مشتركة بين العديد من التركيبات السكانية، بالإضافة إلى سمات فريدة شوهدت فقط في التركيبة السكانية المحددة.

قال أوكونيل: “حددنا موضعًا محددًا لأصل شرق آسيوي مرتبطًا بالاضطراب.. هذا المتغير المعين غير موجود في الأفراد من أصل أوروبي أو أمريكي أفريقي. سيكون من المثير للاهتمام تحديد كيف قد يؤثر هذا المتغير على المخاطر”.

وأوضح: “ومع ذلك، تُظهر معظم المتغيرات إشارات عبر الأصول المختلفة”.

كما زادت الدراسة الجديدة عدد المناطق الجينومية المرتبطة بالاضطراب الثنائي القطب بمقدار 4 أضعاف، مقارنة بالدراسات السابقة. ولكن هناك قاسما مشتركا بين الدراسات السابقة وهذه الدراسة الجديدة وهو أنها تقدم “دليلاً بيولوجيًا” يدعم الليثيوم كعلاج للاضطراب الثنائي القطب، كما قال أوكونيل. وأوضح أن 2 من الجينات الـ 36 التي حددها الفريق هي “جينات مستهدفة لليثيوم”. ويمكن أن تساعد التحقيقات المستقبلية في فهم كيفية عمل الجينات واستجابتها للدواء.

لطالما استخدم الليثيوم كمثبت للمزاج في علاج الاضطراب الثنائي القطب، ولكن كيفية عمله غير مفهومة جيدًا، لذا فإن هذا الخط من البحث قد يوفر بعض التلميحات. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الليثيوم يمكن أن يسبب مجموعة من الآثار الجانبية، لذلك يبحث العلماء عن حلول جديدة لعلاج الاضطراب.

وقال تشايا بهوفانسوار، طبيب نفسي وكاتب ومدير طبي لجمعية الصحة العقلية في شمال سوفولك، والذي لم يشارك في الدراسة، إن هناك بعض مضادات الذهان من الجيل الثاني المعتمدة للاضطراب الثنائي القطب والتي تتجنب بعض المشاكل المرتبطة بالليثيوم. “ومع ذلك، فإن هذه الأدوية المضادة للذهان لها مجموعة خاصة بها من القضايا”، بما في ذلك إمكانية زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

كتب مؤلفو الدراسة في تقريرهم أن الدراسة الجديدة قد تكون نقطة انطلاق لاكتشاف مناهج سريرية جديدة لمرض الاضطراب الثنائي القطب. على سبيل المثال، تشير النتائج إلى أنه قد تكون هناك اختلافات وراثية مميزة بين الأشخاص المصابين بمرض الاضطراب الثنائي القطب من النوع الأول والنوع الثاني.

وأشارت الدراسة أيضًا إلى خلايا محددة مرتبطة بمرض الاضطراب ثنائي القطب. على سبيل المثال، أشارت الدراسة إلى مجموعات من الجينات المعروفة بنشاطها في الخلايا العصبية الوسيطة GABAergic – وهي العقد الرئيسية في الدوائر الدماغية التي تعمل على تثبيط نشاط الخلايا العصبية المرتبطة بها. كما تورطت الخلايا العصبية في البنكرياس والأمعاء، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد كيفية ارتباطها بالاضطراب الثنائي القطب.

المصدر: livescience

اقرأ أيضا:

علماء بارزون يحذرون: ماذا سيحدث عام 2045؟

قد يعجبك أيضًأ