كتب – رامز يوسف:
كشف العلماء عما سيحدث بالفعل لكوكبنا إذا اصطدم به كويكب بحجم مركز التجارة العالمي.
صُممت النتائج على أساس الكويكب القريب من الأرض بينو، الذي تعتبره وكالة ناسا أنه يشكل أعلى خطر على كوكبنا من حيث القرب والتأثير. يبلغ قطر الكويكب 500 متر ويزن نحو 74 مليون طن.
قال أكسل تيمرمان، المؤلف المشارك للدراسة ومدير معهد مركز العلوم الأساسية للفيزياء المناخية بجامعة بوسان الوطنية في كوريا الجنوبية: “ستتسبب التأثيرات الفورية لاصطدام كويكب بحجم بينو في أضرار مدمرة حول موقع الاصطدام.. لكن كميات كبيرة من المواد المنبعثة من الاصطدام سيكون لها تأثيرات طويلة الأمد على مناخ الأرض وقد تؤثر على المجتمع البشري في جميع أنحاء العالم”.
بينو أصغر بكثير من الكويكب العملاق الذي يبلغ عرضه (10 كم) والذي أنشأ فوهة تشيكسولوب وأباد الديناصورات قبل حوالي 66 مليون عام. ومع ذلك، قال الباحثون في الدراسة التي نُشرت في مجلة Science Advances، إن كويكبًا بحجم بينو يمكن أن يقلل بشكل كبير من إنتاج الغذاء العالمي ويؤدي إلى تغير المناخ في جميع أنحاء العالم.
بالقرب من الاصطدام ستكون العواقب الفورية مدمرة. قال تيمرمان: “سيولد على الفور موجات صدمة قوية وإشعاعًا حراريًا وتسونامي وزلازل وفوهة ومواد منبعثة حول موقع الاصطدام”.
الأسوأ أن التأثيرات طويلة الأمد لهذا الاصطدام ستكون عالمية. قال تيمرمان: “نركز بشكل أساسي على التأثيرات المناخية والبيئية لمئات الملايين من الأطنان من الغبار في الغلاف الجوي العلوي من الاصطدام الأولي”.
وباستخدام نماذج حاسوبية عملاقة، أظهر الباحثون أن مثل هذه السحب الغبارية الضخمة يمكن أن تبرد درجات الحرارة العالمية بما يصل إلى (4 درجات مئوية) وتقلل من هطول الأمطار العالمية بنحو 15٪.
وقال تيمرمان: “إن التعتيم الشمسي بسبب الغبار من شأنه أن يتسبب في “شتاء تأثير” عالمي مفاجئ يتميز بانخفاض ضوء الشمس ودرجات الحرارة الباردة وانخفاض هطول الأمطار على السطح”. وهذا من شأنه أن يبطئ نمو النباتات على الأرض والتمثيل الضوئي في المحيطات.
في المجمل، توقعت النماذج انخفاضًا يصل إلى 30٪ في التمثيل الضوئي للنباتات العالمية بالإضافة إلى انخفاض بنسبة 15٪ في هطول الأمطار العالمية، ما يهدد الأمن الغذائي العالمي. وأضاف المؤلفون أن هذا التغيير في أنماط الطقس قد يستمر لأكثر من 4 سنوات بعد التأثير الأولي.
كما أن سحابة الغبار من شأنها أن تستنزف طبقة الأوزون. وقال تيمرمان: “يحدث استنفاد شديد للأوزون في طبقة الستراتوسفير بسبب ارتفاع درجة حرارة الستراتوسفير القوي الناجم عن امتصاص الشمس لجزيئات الغبار”.
ومع ذلك، لن تعاني كل الكائنات الحية. وأظهر النموذج أنه إذا أحدث التأثير غبارًا غنيًا بالحديد بشكل خاص، فقد تزدهر أنواع معينة من الطحالب في المحيطات. وقال الباحثون إن هذه الطحالب يمكن أن توفر بديلاً لإنتاج الغذاء على الأرض، لكن الطحالب قد تؤدي أيضًا إلى اختلال توازن النظم البيئية في المحيطات.
ما مدى احتمالية اصطدام بينو بالأرض؟
وقال تيمرمان إنه في حين أنه من المهم مراعاة هذه المخاطر، فإن احتمال اصطدام بينو بالأرض في عام 2182 لا يتجاوز 1 من 2700.
المصدر: Livescience
اقرأ أيضا: