علماء يحسمون الجدل حول لغز خطوط المياه في المريخ

صورة من مركبة فايكنج تظهر فيها الخطوط المثيرة للجدل
صورة من مركبة فايكنج تظهر فيها الخطوط المثيرة للجدل
كتب – رامز يوسف:

كشفت دراسة شاملة باستخدام تقنية التعلم الآلي، شملت مسح أكثر من 86 ألف صورة عالية الدقة للمريخ، أن الخطوط الغامضة التي شوهدت على منحدرات المريخ هي على الأرجح انزلاقات غبار جاف، وليست دليلًا على تدفق المياه كما كان يُعتقد سابقًا.

ثار جدل حول هذه الخطوط – التي يتكرر بعضها موسميًا – باعتبارها مؤشرات محتملة على وجود الماء في الوقت الحاضر، وبالتالي قابلية الحياة، إلا أنها تبدو الآن أكثر توافقًا مع نشاط الرياح وحركة الغبار.

تُغير دراسة جديدة مفاجئة أجراها علماء من جامعة براون وجامعة برن ما كنا نعتقد أننا نعرفه عن المريخ. لسنوات، رُصدت خطوط داكنة غامضة تزحف أسفل منحدرات الكوكب الأحمر وجدران فوهاته. اعتقد بعض الخبراء أن هذه الخطوط ناجمة عن الماء السائل، ما زاد الآمال في أن المريخ لا يزال يحتوي على بيئات صالحة للحياة حتى اليوم.

باستخدام التعلم الآلي وإحدى أشمل مجموعات البيانات التي أُنشئت على الإطلاق لخصائص منحدرات المريخ، لم يعثر الباحثون على أي علامات على وجود الماء. بل اكتشفوا أدلة قوية على أن هذه الخطوط هي على الأرجح نتيجة عمليات جفاف، مثل حركة الغبار ونشاط الرياح.

قال أدوماس فالنتيناس، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة براون، والذي شارك في تأليف البحث مع فالنتين بيكل، الباحث في جامعة برن: “ينصب التركيز الرئيسي لأبحاث المريخ على فهم العمليات الحديثة على المريخ، بما في ذلك إمكانية وجود الماء السائل على السطح.. راجعت دراستنا هذه الخصائص، لكننا لم نجد أي دليل على وجود الماء. نموذجنا يُرجّح عمليات التكوين الجاف”.

نُشر البحث اليوم (19 مايو) في مجلة Nature Communications.

التقطت مهمة فايكنج التابعة لناسا هذه الخطوط الغريبة لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي. تبدو أغمق من التضاريس المحيطة بها، وتمتد لمئات الأمتار أسفل منحدرات شديدة الانحدار. بعضها يبقى لسنوات، بينما يبدو أن بعضها الآخر يظهر ويختفي مع تعاقب الفصول.

تميل هذه الخطوط إلى الظهور في نفس الأماكن خلال أدفأ فترات السنة المريخية. دفع هذا النمط الموسمي العديد من العلماء إلى الاعتقاد باحتمالية وجود الماء، ربما من ذوبان الجليد الجوفي، أو المحاليل الملحية، أو الرطوبة المستخرجة من الهواء.

إذا كان هذا صحيحًا، فقد تُمثل هذه الخطوط واحات نادرة وملائمة للحياة على كوكب قاحل.

لم يقتنع جميع الباحثين بتفسير وجود الماء. اعتقد البعض أن هذه الخطوط قد تبدو كسائل متدفق عند رؤيتها من الفضاء. في الواقع، جادلوا بأن هذه المعالم قد تكون ناجمة عن نشاط جاف تمامًا، مثل الانهيارات الصخرية الصغيرة أو هبات الرياح المريخية القوية.

وأملًا في الحصول على رؤى جديدة، لجأ بيكل وفالنتيناس إلى خوارزمية تعلم آلي لتصنيف أكبر عدد ممكن من خطوط المنحدرات. بعد تدريب خوارزميتهم على مشاهدات مؤكدة لخطوط المنحدرات، استخدموها لمسح أكثر من 86 ألف صورة عالية الدقة من الأقمار الصناعية. وكانت النتيجة خريطة مريخية عالمية هي الأولى من نوعها لخطوط المنحدرات، تحتوي على أكثر من 500 ألف علامة من علامات المنحدرات.

وقال بيكل: “بمجرد حصولنا على هذه الخريطة العالمية، استطعنا مقارنتها بقواعد البيانات وفهرسات عوامل أخرى مثل درجة الحرارة، وسرعة الرياح، ونسبة الماء في التربة، ونشاط الانهيارات الصخرية، وعوامل أخرى.. ثم بحثنا عن ارتباطات عبر مئات الآلاف من الحالات لفهم الظروف التي تتشكل فيها هذه العلامات بشكل أفضل”.

أظهر هذا التحليل الجيوإحصائي أن خطوط المنحدرات والخطوط المنحدرة المتكررة لا ترتبط عمومًا بعوامل تشير إلى أصل سائل أو صقيع، مثل اتجاه منحدر محدد، أو تقلبات عالية في درجات حرارة السطح، أو رطوبة عالية. بل وجدت الدراسة أن كلا الميزتين أكثر احتمالًا للتشكل في الأماكن ذات سرعة رياح ورواسب غبار أعلى من المتوسط، وهي عوامل تشير إلى أصل جاف.

وخلص الباحثون إلى أن الخطوط تتشكل على الأرجح عندما تنزلق طبقات من الغبار الناعم فجأةً عن المنحدرات الشديدة. وقد تختلف العوامل المحفزة. تبدو خطوط المنحدرات أكثر شيوعًا بالقرب من فوهات الاصطدام الحديثة، حيث قد تهز موجات الصدمة غبار السطح المتساقط. في الوقت نفسه، تكثر خطوط المنحدرات المتكررة في الأماكن التي تكثر فيها عواصف الغبار أو الانهيارات الصخرية.

المصدر: Scitechdaily

اقرأ أيضا:

سرطان البروستاتا: كل ما تريد معرفته عن مرض جو بايدن

قد يعجبك أيضًأ