علماء يكشفون سر الفطائر الغريبة على كوكب الزهرة

قد يعود شكل قباب الزهرة الشبيهة بالفطيرة إلى قشرة الكوكب المرنة
قد يعود شكل قباب الزهرة الشبيهة بالفطيرة إلى قشرة الكوكب المرنة
كتب – رامز يوسف:

ربما اكتشف العلماء أخيرًا سرّ فطائر الزهرة العملاقة.

يشتهر كوكب الزهرة بـ”قباب الفطائر” – وهي براكين شديدة الانحدار تبرز من سطح الكوكب كبقع دائرية. تُشير دراسة الآن إلى أن هذه الهياكل غير العادية ذات الشكل القببي، نحتتها القشرة العلوية للكوكب، والتي تبدو أكثر مرونة في مناطق مُعينة.

تنتشر البراكين في جميع أنحاء كوكب الزهرة، حيث اكتشف أكثر من 1600 بركان كبير أو معلم بركاني حتى الآن. من أكثر الأنواع إثارةً للاهتمام ما يُسمى بالقباب الفطيرية، وهي هياكل قرصية الشكل تمتد لعشرات الكيومترات، لكن ارتفاعها لا يتجاوز 800 متر، كنسخة مسطحة من بركان ماونا لوا في هاواي.

لا تزال كيفية تشكل هذه البراكين – ومادة تكوينها – لغزًا محيرًا. إحدى النظريات هي أنها تتطور من حمم بركانية فائقة اللزوجة بطيئة التدفق تتحرك تحت تأثير وزنها (المصطلح التقني لهذه الظاهرة هو تيار جاذبية لزج). في النهاية، تتوقف الحمم عن الحركة وتتصلب، لتأخذ شكل قباب الفطيرة.

ولكن هل يعتمد تكوين القباب على نوع الحمم فقط؟ على الأرجح لا.

 تقول ماديسون بوريلي، باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد جورجيا للتكنولوجيا والمؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة: أحد العوامل التي لم تأخذها الدراسات السابقة في الاعتبار هو انحناء القشرة العلوية لكوكب الزهرة.

اتضح أن سطح الزهرة – وسطح الأرض – يتصرف في مناطق معينة كقشرة برتقالة: فعند تعرضه لضغط ثقيل بما يكفي، تتشكل غمازات على السطح. وإذا تزامنت هذه الغمازات مع تشكل قباب الفطيرة، فإنها ستترك علامات دالة، مثل انتفاخ يحيط بالقبة، حيث انثنت القشرة لأعلى. ووجدت دراسة أجريت عام ٢٠٢١ مثل هذه العلامات الانثناءية المحيطة في عينة من قباب الفطيرة على كوكب الزهرة.

ولتحديد كيفية تأثير القشرة المنحنية على تكوّن قبة الفطيرة، ركزت بوريلي وزملاؤها في جامعات في فرنسا والولايات المتحدة على القبة الوحيدة التي تتوفر لديهم بيانات عالية الدقة عنها: قبة نارينا ثولوس، وهي قبة يبلغ عرضها (٥٥ كيلومترًا) وتقع على محيط أراميتي كورونا، أحد الهياكل البيضاوية العملاقة العديدة التي تُميّز سطح الزهرة.

استخدمت الدراسة الجديدة، المنشورة في 10 مايو في مجلة الأبحاث الجيوفيزيائية: الكواكب، بيانات طبوغرافية جُمعت من قِبل مهمة ماجلان التابعة لوكالة ناسا، والتي استخدمت الرادار، في تسعينيات القرن الماضي. أنشأ الباحثون نموذجًا افتراضيًا لقبة نارينا ثولوس. ثم قاموا بمحاكاة تيارات الجاذبية اللزجة للحمم البركانية ذات الكثافات المختلفة فوق كلٍّ من القشرة العلوية المرنة والغلاف الصخري الصلب، وقارنوا النتائج بالقبة الافتراضية.

أظهرت نتائج الدراسة أن القباب المتكونة على قشرة مرنة بدت أشبه بقبة الفطيرة الافتراضية من تلك التي تشكلت على الغلاف الصخري الصلب. وعلى وجه الخصوص، كانت قباب القشرة المرنة ذات قمم مسطحة وجوانب شديدة الانحدار، وهي سمة مميزة لقبب الفطيرة. وقال الباحثون إن هذا ينبع من حقيقة أن الانتفاخ حول القبة يمنع الحمم البركانية من التدفق أكثر، ما يتسبب في تراكمها. كما أن قباب الغلاف الصخري المرنة تحمل أيضًا علامات انثناء مشابهة لتلك الموجودة في نارينا ثولوس.

قالت بوريلي إن العثور على أنواع متنوعة من الحمم البركانية على كوكب الزهرة سيكون مثيرًا للاهتمام. “يمكن أن يُخبرنا هذا عن التاريخ التكتوني للكوكب، والعمليات الصهارية، وحتى عن احتمال وجود الماء في الماضي.”

المصدر: Live Science

اقرأ أيضا:

من سيحصل على “ميراثك الرقمي” عند وفاتك؟

قد يعجبك أيضًأ