لقطة تاريخية: نجم شاب يلد كوكبًا عملاقًا

صورة النجم الوليد داخل القرص النجمي 2MASSJ1612
صورة النجم الوليد داخل القرص النجمي 2MASSJ1612
كتب – رامز يوسف:

التقط باحثون صورةً آسرة لما يعتقدون أنه كوكب عملاق يتشكل في مدار نجم وليد، وفقًا لدراسة جديدة.

تُظهر الصورة، المُلتقطة باستخدام تلسكوب كبير جدًا تابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، النجم محاطًا بقرص على شكل عين من الغاز والغبار الدوامي. تشير حلقة داكنة داخل القرص إلى أن جاذبية كوكب حديث الولادة، يُحتمل أن يكون عملاقًا غازيًا، تُراكم المواد أثناء شق طريقه حول النجم.

قال كريستيان جينسكي، الباحث الرئيسي في الدراسة والمحاضر في وحدة الفيزياء بجامعة جالواي في أيرلندا: “نحن نتحدث عن كوكب ضخم نسبيًا، على الأرجح نفس كتلة كوكب المشتري”.

قد يكون هذا مثالاً نادراً لكوكب اكتُشف وهو لا يزال في بداياته. أصدر جينسكي وزملاؤه محاكاةً للكوكب الخارجي العملاق المحتمل داخل القرص، ويأملون في تأكيد وجوده باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي في الأشهر المقبلة.

نشر الباحثون نتائجهم على قاعدة بيانات ما قبل الطباعة arXiv، مع قبول البحث للنشر مستقبلاً في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية.

يحاول جينسكي وزملاؤه معرفة المزيد عن تنوع الأنظمة الكوكبية والقوى اللازمة لإنشاء نظام شمسي مشابه لنظامنا الشمسي. ويفعلون ذلك من خلال البحث عن النجوم الفتية، التي قد تُنتج بنشاط كواكب جديدة. وأشار جينسكي إلى أنه على الرغم من اكتشاف الباحثين آلاف الكواكب حول نجوم بعيدة، فإن جميعها قديمة جدًا.

وقال: “نحن ننظر إلى الوجبة بعد أن تنضج تمامًا”. تساعدنا الكواكب الفتية داخل قرصها المتشكل على فهم جميع مكوناته وكيفية تفاعلها مع بعضها البعض. حتى الآن، لدينا كوكب واحد مؤكد من هذا النوع في مراحله الأولى، و2-3 مرشحين آخرين.

يُطلق على النجم الفتي في مركز الصورة الجديدة اسم 2MASSJ16120668-3010270، أو 2MASSJ1612 اختصارًا، ويقع على بُعد 430 سنة ضوئية من نظامنا الشمسي. وأشارت دراسة أجريت عام 2024 إلى وجود فجوة في قرص النجم، ما دفع الباحثين إلى الشك في احتمالية وجود كوكب يتشكل هناك.

في الدراسة الجديدة، شوهد 2MASSJ1612 في ضوء الأشعة تحت الحمراء لأول مرة، كاشفًا عن تفاصيل لم تُرصد من قبل، بما في ذلك ذراعان حلزونيتان ينبعثان من مركز قرصه. وأوضح جينسكي أن الذراعين يتشكلان لأن الكوكب يُحدث اضطرابًا في القرص، أو يُغيره، أثناء حركته، ما يُسبب ما يُعرف بموجات الكثافة. شبّه جينسكي هذا التأثير بالتموجات الناتجة عن رمي حجر في بركة.

قال جينسكي: “يُحدث الحجر اضطرابًا في الماء، مُرسلًا موجات تُشبه إلى حد ما الكوكب في القرص.. الآن تخيّل الحجر يقفز فوق الماء بدلًا من أن يغوص فيه. النتيجة هي أنماط موجات أكثر تعقيدًا. في القرص، حيث يدور الكوكب حول النجم، يؤدي هذا في النهاية إلى تكوين هذه الأنماط الحلزونية”.

أشار جينسكي إلى أنه رصد حوالي 100 نظام نجمي شاب، وأن الباحثين عادةً ما يجدون إما الحلقة المنحوتة أو الهياكل الحلزونية، ولكن في هذه الحالة، كشفت الصور عن كليهما – كما تتنبأ النماذج النظرية لتكوين الكواكب.

المصدر: Live Science

اقرأ أيضا:

اقترانان يضيئان السماء هذا الشهر.. متى وكيف تشاهد؟

قد يعجبك أيضًأ