مذنبٌ هائل غاضب يتجه نحونا.. هل سيكون خطيرا؟

رصد هابل للمذنب C2014 UN271 الذي تم التقاطه في عام 2022
رصد هابل للمذنب C2014 UN271 الذي تم التقاطه في عام 2022
كتب – رامز يوسف:

يتجه مذنبٌ عملاقٌ للغاية حاليًا نحو النظام الشمسي الداخلي بكامل قوته. ورصد علماء الفلك انفجاراتٍ كبيرةً من أول أكسيد الكربون تنفث من سطحه.

يُعد المذنب C/2014 UN271 (بيرناردينيلي-بيرنشتاين) أكبر مذنبٍ على الإطلاق في سحابة أورت، إذ يمتد على مساحةٍ هائلةٍ تبلغ 137 كيلومترًا. وهذا يعني أنه أكبر بحوالي 14 مرة من الكويكب الذي قضى على الديناصورات قبل 66 مليون عام.

من المقلق بعض الشيء أن شيئًا بهذا الحجم يتجه نحونا حاليًا، لكن لحسن الحظ لن يقترب أكثر من مدار زحل، عندما يصل إلى أقرب نقطة له في 29 يناير 2031.

رصد علماء الفلك المذنب باستخدام مصفوفة أتاكاما الكبيرة للمليمتر/دون المليمتر (ALMA) في تشيلي، مؤكدين حجمه الهائل ورصدوا نشاطه الجزيئي.

يقول ناثان روث، عالم الكيمياء الفلكية في الجامعة الأمريكية ومركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا: “تمنحنا هذه القياسات نظرة على كيفية عمل هذا العالم الجليدي الهائل. نشهد أنماطًا متفجرة من انبعاث الغازات، ما يثير تساؤلات جديدة حول كيفية تطور هذا المذنب مع استمرار رحلته نحو النظام الشمسي الداخلي”.

رصدت مصفوفة أتاكاما الكبيرة للمليمتر/دون المليمتر، المذنب UN271 يومي 8 و17 مارس 2024، بعد وقت قصير من انفجاره. وبالتالي، أظهر الرصد الأول نشاطًا أكبر من الرصد الثاني، حيث استقر المذنب مجددًا.

في 8 مارس، رصد مرصد ألما (ALMA) زوجًا من النفاثات تندفع من نواة المذنب – نواته الجليدية الصلبة. وكشفت القياسات الطيفية أن هذه النفاثات تتكون في معظمها من أول أكسيد الكربون. كما رصد الفريق بدايات ذؤابة، وهي “غلاف جوي” من الغبار والغاز يحيط بالمذنبات ويشكل ذيولها.

وبحلول 17 مارس، لم يتبقَّ للمذنب سوى نفاث واحد، على الرغم من أن الفريق يتكهن بأن النفاث الآخر ربما يكون قد دار بعيدًا عن الأنظار. كما لم تعد هناك أي علامة على الذؤابة.

على الرغم من أن عمليات الرصد السابقة قد أشارت إلى وجود ذروة للمذنب، إلا أن هذا يُمثل أول رصد مباشر لنفاثات غازية تنبعث من UN271. والأمر الأكثر إثارة للإعجاب أنها رُصدت من مسافة بعيدة جدًا – في ذلك الوقت، كان المذنب داخل مدار أورانوس مباشرةً، أي ما يُعادل حوالي 16 ضعف المسافة بين الأرض والشمس.

أشارت تقديرات سابقة إلى أن حجم نواة UN271 يبلغ حوالي 137 كيلومترًا، ما يجعله أكبر مذنب يُرصد على الإطلاق يخرج من فقاعة ضخمة من الأجرام الجليدية المحيطة بالنظام الشمسي الخارجي، والمعروفة باسم سحابة أورت. إنه أكبر من ضعف الحجم المقدر للمذنب هيل-بوب، صاحب الرقم القياسي السابق.

مع ذلك، فهو ليس أكبر مذنب معروف من أي نوع. هذا الشرف يعود إلى 95P/Chiron، الذي قد يتجاوز عرضه 210 كيلومترات. لحسن الحظ، لا يسافر داخل وخارج النظام الشمسي، بل يلتزم بمدار مستقر حول الشمس بين زحل وأورانوس.

مع اقتراب UN271، سيواصل علماء الفلك بلا شك دراسته خلال السنوات القليلة القادمة. من المتوقع أن يُقدم عرضًا مذهلاً، وإن كان سيُشاهد من خلال التلسكوبات – للأسف، لن يقترب بما يكفي ليكون مرئيًا من الأرض بالعين المجردة.

نُشر البحث في مجلة The Astrophysical Journal Letters.

المصدر: Science Alert

اقرأ أيضا:

متى ولد الضوء.. وهل كان موجودًا في بداية الكون؟

قد يعجبك أيضًأ