كتب – باسل يوسف:
قال باحثون إن الجمجمة التي كان يعتقد لفترة طويلة أنها تخص أرسينو الرابعة، أخت كليوباترا غير الشقيقة، هي في الواقع لصبي مراهق كان يعاني من اضطراب وراثي.
وفي دراسة جديدة، أثبتت مجموعة من فحوصات التصوير المقطعي المحوسب وتحليل الحمض النووي بشكل قاطع أن الهيكل العظمي، الذي اكتشف في تركيا قبل قرن من الزمان، ليس أرسينوي.
في عام 1929، عُثر على هيكل عظمي داخل تابوت رخامي في مبنى يسمى المثمن في أفسس، وهو موقع أثري في تركيا كان يضم معبدًا ضخمًا لأرتميس، إلهة الصيد اليونانية القديمة. لم تكن هناك أي سلع جنائزية أو نقوش، لكن علماء الآثار في ذلك الوقت قالوا إن الجثمان يخص امرأة شابة مهمة. وقد خمن الباحثون أن صاحبة القبر ربما كانت أرسينوي الرابعة، التي حملت السلاح ضد أختها غير الشقيقة ويوليوس قيصر وقادت حصار الإسكندرية في عامي 48 و47 قبل الميلاد.
وخسرت أرسينوي وقواتها تلك المعركة، فطلبت اللجوء في معبد أرتميس في أفسس. وفي عام 41 قبل الميلاد، عندما كانت تبلغ من العمر 22 سنة، أمر مارك أنطونيو بإعدام أرسينوي.
في دراسة نُشرت في مجلة Scientific Reports، أعاد فريق من الباحث

ين التحقيق في احتمال أن الجمجمة التي عُثر عليها قبل قرن من الزمان كانت لأخت كليوباترا غير الشقيقة. وحدد تحليل الكربون المشع للبقايا تاريخ وفاة الشخص بين 205 و36 قبل الميلاد، وهو ما يتماشى مع وفاة أرسينوي المسجلة تاريخيًا. ومع ذلك، فإن مرحلة نمو الهيكل العظمي تشير إلى أن الشخص كان يبلغ من العمر 11 إلى 14 سنة فقط – أصغر بكثير من أرسينوي.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة جيرهارد ويبر، أستاذ الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة فيينا، في بيان “في الاختبارات المتكررة، أظهر الجمجمة وعظم الفخذ بوضوح وجود كروموسوم Y – ما يعني أن الجثمان لذكر”.
ولأن عظام الجمجمة كانت أرق وأكثر هشاشة مما كان متوقعًا، فقد أجرى الباحثون مزيدًا من التحقيقات على الهيكل العظمي واكتشفوا تشوهات لم تُلاحظ من قبل.
وأشار الباحثون في دراستهم إلى أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو الفك العلوي غير الطبيعي للشخص، إلى جانب سن واحدة على الأقل لم يكن بها أي دليل على التآكل. تشير كلتا الميزتين إلى أن الصبي كان يعاني من خلل في الفك العلوي وربما فك سفلي صغير وموجه بشكل غير طبيعي.
وفقًا للباحثين، فإن أحد التفسيرات المحتملة لهذه السمات في الجمجمة والفك هو اضطراب وراثي نادر يسمى متلازمة تريشر كولينز (TCS). تؤثر هذه الحالة على نمو الوجه والرأس، ما يتسبب في فك صغير وعينين مائلتين للأسفل ومشاكل في السمع والبصر.
وخلصوا في الدراسة إلى “ما يمكننا قوله الآن على وجه اليقين هو أن الشخص المدفون في المثمن لم يكن أرسينوي الرابعة، ويجب أن يستمر البحث عن رفاتها”.
اقرأ أيضا: