أخيرًا.. كشف سر 2 مليون خط أسود على سطح المريخ

صورة جوية لخطوط سوداء كبيرة تتدفق عبر منحدر على سطح المريخ
صورة جوية لخطوط سوداء كبيرة تتدفق عبر منحدر على سطح المريخ
كتب – رامز يوسف:

طوال العقود الماضية، ظلت ملايين الخطوط السوداء الغامضة المنتشرة على سطح المريخ لغز استعصى حله على العلماء، لكنهم ربما توصلوا أخيرًا إلى تفسيرٍ مناسب.

خطوط المنحدرات السوداء تُغطي منحدرات المعالم الطبوغرافية في جميع أنحاء الكوكب الأحمر. اكتُشفت في سبعينيات القرن الماضي، وافترض العلماء في البداية أنها دليلٌ على انهياراتٍ أرضيةٍ ناجمةٍ عن ذوبان الجليد. ولكن دراسةٌ نشرت في مايو، أفادت أن هذه الانهيارات الأرضية ناجمةٌ في الواقع عن “عملياتٍ جافة” لا تتضمن أي ماء.

من أشهر الأمثلة على هذه الخطوط جبل أبوليناريس، وهو بركان خامد يقع جنوب خط استواء المريخ مباشرة. هنا، يمكن رؤية مئات الخطوط المتوازية على جانب واحد من سلسلة تلال كبيرة، ما يعطي الهيكل مظهرًا يشبه الباركود. ظهرت هذه الخطوط في وقت ما بين عامي 2013 و2017، وأدرك العلماء لاحقًا أنها نتيجة اصطدام نيزك قريب.

ونتيجة لذلك، افترض باحثون أن اصطدامات النيازك والأحداث الزلزالية الأخرى، مسؤولة عن نشوء معظم خطوط المنحدرات. لكن دراسة جديدة، نُشرت في 6 نوفمبر في مجلة Nature Communications، تشير إلى أن هذا ليس صحيحًا.

بدلاً من ذلك، كشف تحليلٌ لحوالي 2.1 مليون خطّ منحدرات، صوّرها مسبار استكشاف المريخ التابع لناسا بين عامي 2006 و2024، أن جميع الخطوط الجديدة تقريبًا هي نتيجةٌ لتآكل الرياح والغبار الموسمي.

تقدر الدراسة العدد الإجمالي لخطوط المنحدرات على المريخ بحوالي 1.6 مليون، ويبلغ معدل التشكل الحالي حوالي 80 ألف خط جديد سنويًا. ومن المرجح أن تستمر معظم الخطوط لعدة عقود قبل أن تختفي، ولكن لا تتوفر بيانات كافية من المركبات المدارية للتأكد من ذلك.

قال فالنتين بيكل، مؤلف الدراسة وعالم الكواكب في جامعة برن بسويسرا في بيان: “يبدو أن ديناميكيات الغبار والرياح والرمال هي العوامل الموسمية الرئيسية لتكوين خطوط المنحدرات.. يبدو أن اصطدامات النيازك والزلازل عوامل مميزة محليًا، ومع ذلك فهي ضئيلة نسبيًا لتكوين الخطوط”.

ويقدر بيكل أن أقل من 0.1% من خطوط المنحدرات المتشكلة حديثًا ناتجة عن اصطدامات النيازك أو الزلازل المريخية.

أظهر تحليل بيكل أن خطوط المنحدرات تُصنف في 5 مناطق رئيسية عبر المريخ، وأن خطوطًا جديدة تتشكل في كل منطقة منها عندما تكون سرعات الرياح الموسمية في أعلى مستوياتها وتتجاوز حد “تعبئتها للغبار”. وبمجرد تجاوز هذا الحد، يمكن أن تحدث الانهيارات الأرضية بسهولة أكبر في تلك المنطقة.

تشبه هذه العملية كيف يمكن للرياح العاتية أن تلتقط غبار المريخ وتُسبب أعاصير ضخمة، أو ما يُعرف بـ”شياطين الغبار”، على سهول الكوكب الأحمر الشاسعة.

وكتب بيكل: “يبدو أن الظروف الأكثر ملاءمة لتكوين خطوط المنحدرات الموسمية تحدث عند شروق الشمس وغروبها، ما يُفسر نقص الرصد المباشر لأحداث تكوين الخطوط حتى الآن”.

في حين أن خطوط المنحدر تغطي أقل من 0.1% من سطح المريخ، تشير الدراسة الجديدة إلى أنها قد تكون أكبر مساهم منفرد في الغبار الجوي. لذلك، ينبغي أن يكون فهم دور الخطوط بشكل أفضل في دورة غبار المريخ، والتي قد تؤثر على المستعمرات البشرية المستقبلية على المريخ، هدفًا رئيسيًا لمهام المريخ المستقبلية.

المصدر: Space

اقرأ أيضا:

لغز جديد في هرم منقرع.. هل هناك بوابة خفية؟

قد يعجبك أيضًأ