أول مشروع علمي لرسم خريطة “الحاسة السادسة” الخفية

كتب – باسل يوسف:

بدأ فريق علمي مشروعا كبيرا لفك شيفرة الحاسة السادسة التي يُطلق عليها علميا “الإدراك الداخلي”، ورسم خريطة مفصلة لهذه الشبكة الغامضة.

وراء كل نبضة قلب، ونفس، وإشارة، تكمن محادثة خفية بين المخ والأعضاء الداخلية. هذا التبادل المستمر يُبقينا على قيد الحياة، ومع ذلك نادرًا ما نلاحظه.

يشارك في المشروع خبراء في معهد سكريبس للأبحاث ومعهد ألين، ويهدف إلى أول أطلس عصبي على الإطلاق للإدراك الداخلي.

يجمع المشروع خبراء في علم الأعصاب وعلم الوراثة، بقيادة الدكتور أرديم باتابوتيان، الحائز على جائزة نوبل، وأستاذ علم الأعصاب في معهد سكريبس للأبحاث.

ما هي الحاسة السادسة للجسم؟

يختلف الإدراك الداخلي اختلافًا كبيرًا عن الحواس المألوفة مثل البصر أو السمع. تعتمد هذه الحواس على أعضاء متخصصة لاكتشاف الإشارات الخارجية، بينما يراقب الإدراك الداخلي العالم الداخلي للجسم. وتتولى شبكة من الخلايا العصبية مراقبة ضربات القلب، والهضم، وضغط الدم، والنشاط المناعي.

يعمل هذا النظام المعقد خارج نطاق إدراكنا. يصفه العلماء بأنه “الحاسة السادسة الخفية” للجسم، المسؤولة عن الحفاظ على التوازن والراحة والاستعداد.

وعلى الرغم من أهميته، ظل الإدراك الداخلي لفترة طويلة غير مفهوم جيدًا. يصعب تسجيل الإشارات الصادرة من أعماق الجسم وتفسيرها.

تنتشر الخلايا العصبية التي تحملها عبر الأعضاء، وتندمج في أنسجة يصعب عزلها. ويأمل الدكتور باتابوتيان وفريقه في تغيير ذلك من خلال رسم خرائط دقيقة.

قال الدكتور لي يي، الأستاذ في معهد سكريبس: “نأمل أن تساعد نتائجنا علماء آخرين على طرح أسئلة جديدة حول كيفية تزامن الأعضاء الداخلية والجهاز العصبي”.

سيجري البحث على مرحلتين رئيسيتين. تتضمن المرحلة الأولى وسم الخلايا العصبية الحسية لتتبع مساراتها من الحبل الشوكي إلى الأعضاء الداخلية.

سيُنتج التصوير المتقدم لكامل الجسم خرائط ثلاثية الأبعاد عالية الدقة لهذه الروابط العصبية.

ستستخدم المرحلة الثانية التنميط الجيني للتمييز بين أنواع الخلايا العصبية المسؤولة عن إرسال الإشارات من أعضاء مختلفة مثل الأمعاء والمثانة والأنسجة الدهنية.

يؤثر الإدراك الداخلي على كل عملية حيوية تقريبًا في الجسم. وعندما يتعثر هذا التواصل، قد تكون النتائج وخيمة.

ربطت الدراسات تعطل إشارات الإدراك الداخلي باضطرابات المناعة الذاتية، والألم المزمن، وارتفاع ضغط الدم، وحتى الأمراض العصبية التنكسية.

من خلال رسم خرائط لكيفية عمل هذه المسارات، يأمل العلماء في فهم سبب حدوث هذه الحالات وكيفية عكسها.

قال الدكتور شين جين، الأستاذ المشارك في معهد سكريبس: “من خلال إنشاء أول أطلس لهذا النظام، نهدف إلى إرساء الأساس لفهم أفضل لكيفية حفاظ الدماغ على توازن الجسم، وكيف يمكن أن يتعطل هذا التوازن في الأمراض، وكيف يمكننا استعادته”.

المصدر: Earth

اقرأ أيضا:

عيون جديدة تساعد المكفوفين على القراءة مجددًا

قد يعجبك أيضًأ