كتب – رامز يوسف:
في تأكيد جديد لصحة نظريات أينشتاين، اكتشف علماء زوجين من الثقوب السوداء المندمجة، ويعتقدون أن الثقب الأكبر في كل اندماج هو ثقب أسود نادر من “الجيل الثاني” من تصادم سابق.
وحسب دراسة نشرت في مجلة “رسائل مجلة الفيزياء الفلكية”، تكمن دلالة ذلك في أمرين: في كل اندماج، كان الثقب الأسود الأكبر يدور بسرعة وكان أضخم بكثير من الثقب الأسود الشريك الذي ابتلعه.
رُصدت هذه الظاهرة من خلال مشروع (ليجو – فيرجو – كاجرا)، وهو مجموعة من أجهزة رصد موجات الجاذبية حول العالم تهدف إلى رصد الأحداث التي تهز الفضاء، مثل اندماج الثقوب السوداء وتصادمات النجوم النيوترونية.
قال ستيفن فيرهيرست، الباحث المشارك في الدراسة والأستاذ بجامعة كارديف في المملكة المتحدة والمتحدث باسم التعاون العلمي لمرصد ليجو، في بيان: “تقدم النتائج أدلةً مثيرةً للاهتمام على أن هذه الثقوب السوداء تشكلت من اندماجات سابقة”.
اندماج الثقوب السوداء
استند فريق البحث إلى اندماجين رُصدا مؤخرًا، حدثا بفارق شهر واحد فقط. سمح تحليل بصمات موجات الجاذبية الناتجة عن هذين الحدثين للباحثين باستنتاج كتلة الثقوب السوداء المعنية ودورانها ومسافاتها.
في الحدث الأول، الذي وقع في 11 أكتوبر2024، رصد العلماء ثقبين أسودين – تبلغ كتلتهما 6 أضعاف كتلة الشمس و20 ضعفا كتلة الشمس على التوالي – يتصادمان في اندماج يُعرف باسم GW241011، على بُعد حوالي 700 مليون سنة ضوئية من الأرض. كان الثقب الأسود الأكبر أحد أسرع الثقوب السوداء دورانًا التي اكتُشفت على الإطلاق.
اكتُشف الاندماج الثاني، GW241110، في 10 نوفمبر 2024، مع ثقبين أسودين كتلتهما 8 و17 ضعف كتلة الشمس. كان هذا الاندماج أبعد، على بُعد 2.4 مليار سنة ضوئية. كان الثقب الأسود الأكبر يدور أيضًا عكس مداره، وهو أمر لم يُشاهد من قبل.
يقول العلماء إن كل واحد من هذه الاندماجات له خصائص جديدة، منها أن حجم الثقب الأسود الأكبر في كل اندماج كان ضعف حجم الثقب الأسود الأصغر تقريبًا، وأن دوران الثقوب السوداء الأكبر كان غريبًا مقارنةً بمئات الاندماجات الأخرى التي رُصدت من خلال موجات الجاذبية منذ أول اكتشاف تاريخي بواسطة مرصد ليجو عام 2015.
رجح العلماء أن الثقب الأسود الأكبر اندمج سابقًا في عملية تُسمى “الاندماج الهرمي”، والتي تحدث في بيئات كثيفة مثل العناقيد النجمية، حيث تقترب الثقوب السوداء من بعضها البعض بشكل متكرر.
قالت جيس ماكيفر، الباحثة المشاركة في الدراسة وعالمة الفيزياء الفلكية بجامعة كولومبيا البريطانية، في بيان: “يُعد هذا أحد أكثر اكتشافاتنا إثارة حتى الآن. تُقدم هذه الأحداث دليلاً قوياً على وجود جيوب كثيفة ومزدحمة في الكون تُحرك بعض النجوم الميتة”.
إلى جانب اكتشافات الجيل الثاني المحتملة للثقوب السوداء، قال العلماء إن الاندماجين أثبتا صحة قوانين الفيزياء التي تنبأ بها ألبرت أينشتاين منذ أكثر من قرن، وإن هذه الأحداث تُساعد العلماء على معرفة المزيد عن الجسيمات الأولية.
المصدر: livescience
اقرأ أيضا: