إينايبوشا: كوكب لا يشبه أي شيء في نظامنا الشمسي

كتب – رامز يوسف:

استخدم علماء الفلك بيانات تلسكوب جيمس ويب الفضائي لمعرفة المزيد عن مكان غير عادي يُدعى إينايبوشا، يدور حول نجم قزم أحمر يبعد حوالي 47 سنة ضوئية عن الشمس.

وُضع إينايبوشا، المعروف أيضًا باسم GJ 1214 b، في البداية ضمن فئة تُوصف عادةً بالعوالم الصغيرة الغنية بالغاز. ومع ذلك، تشير الملاحظات الجديدة إلى أنه أشبه بكوكب الزهرة، ولكن بحجم أكبر.

يقترح الباحثون تسميته بالزهرة العملاق إذ يبدو أن له غلافًا جويًا سميكًا يتكون من الهيدروجين والهيليوم والماء والميثان وثاني أكسيد الكربون.

جاء هذا الاكتشاف من قياسات حديثة أظهرت آثارًا خافتة لجزيئات في أجزاء رئيسية من الطيف.

لماذا يُخالف إينايبوشا المألوف؟

تُعدّ كواكب ما تحت نبتون، الأصغر حجمًا من نبتون، أكثر أنواع الكواكب شيوعًا في مجرة ​​درب التبانة، لكنها غائبة عن النظام الشمسي.

تتكون أغلفتها الجوية من غازات متنوعة، ويُستخدم التحليل الطيفي الجوي لتحليل الغازات الموجودة.

يختلف إينايبوشا عن الكواكب ما تحت نبتون التقليدية في أن طبقاته العليا مُغطاة بالضباب والهباء الجوي.

هذا يُصعّب تحليل الغلاف الجوي طيفيًا لتحديد الغازات التي تُشكّل الغلاف الجوي على الكوكب الخارجي.

يحتوي كوكب الزهرة أيضًا على سحب تحجب معظم رؤية سطحه، لكن إينايبوشا يُطوّر هذه الظاهرة. فهو أكبر حجمًا وأكثر حرارة، ومُغلّف بطبقات تجعل فحصه صعبًا للغاية.

عندما مرّ إينايبوشا بين نجمه والأرض، ظهرت انخفاضات طفيفة في نقاط على جهاز قياس الطيف حيث تمتص بعض الغازات ضوء النجم.

ألمحت البيانات إلى وجود غلاف جوي غني بالمعادن، مع وجود كمية أقل من الهيدروجين العائم حوله.

أشار جزء من عمل الفريق إلى وجود بخار الماء في الغلاف الجوي، ولكن هذا وحده لم يكن الخبر الأهم.

ظهرت علامات صغيرة على وجود معادن معقدة، وهو أمر غريب بالنسبة لكوكب كان يُصنف سابقًا بطريقة أبسط.

علاوة على ذلك، أثناء مرور ضوء النجوم عبر الطبقات الخارجية لإينايبوشا (الغلاف الجوي)، تم امتصاص أطوال موجية معينة من الضوء، ما يشير إلى وجود ثاني أكسيد الكربون والميثان.

قاد الدراسة عالما الفلك إيفريت شلاوين من جامعة أريزونا وكازوماسا أونو من المرصد الفلكي الوطني الياباني (NAOJ).

حصل العلماء على دليل خافت على احتمال وجود ثاني أكسيد الكربون بتركيزات تُقارب تلك الموجودة على كوكب الزهرة. وشاهدوا كيف يتغير الضوء أثناء مروره عبر سماء إينايبوشا الكثيفة.

وصرح أونو، عضو الفريق الذي يقود الأبحاث النظرية، قائلاً: “إشارة ثاني أكسيد الكربون المكتشفة من الدراسة الأولى ضئيلة، ولذلك تطلبت تحليلاً إحصائياً دقيقاً للتأكد من صحتها”.

يُصنف الخبراء أحياناً كواكب أكبر قليلاً من الأرض ضمن فئة الكواكب العملاقة. أما الكواكب الأكبر حجماً، وإن كانت لا تزال أقل من كتلة نبتون، فتقع ضمن مجموعة الكواكب الصغيرة.

يبدو أن هذا الكوكب يشغل منطقة وسطى غريبة. دفعت هذه النتائج بعض العلماء إلى اقتراح أن إينايبوشا يُمثل نوعاً فرعياً جديداً من الكواكب الخارجية.

يتساءل البعض عما إذا كانت هناك كواكب مماثلة مختبئة في أنظمة نجمية أخرى. قد يكون من المجازفة افتراض أن كل شيء خارج شمسنا ينسجم تمامًا مع التصنيفات المعروفة.

أحد الجوانب المهمة هو كيفية تطبيق هذه الأساليب على الأماكن التي قد تؤوي الحياة. يتميز كوكب إينايبوشا بحرارة شديدة، لذا فهو ليس موقعًا واعدًا لصلاحية السكن.

ومع ذلك، فإن عملية تحليل ضبابه وسمائه الكثيفة يمكن أن تساعد العلماء على تفسير الأجواء المحيطة بالكواكب الخارجية الأخرى في مواقع أقل تطرفًا. وهذا مهم لأي شخص يسعى لاكتشاف هواء صالح للتنفس في أي مكان خارج نظامنا الشمسي.

نُشرت الدراسة في مجلة The Astrophysical Journal Letters.

المصدر: Earth

اقرأ أيضا:

أصغر قريب بشري ربما التهمه نمر قبل مليوني عام

قد يعجبك أيضًأ