ترجمات – المصدر:
قدمت دراسة جديدة متعددة المؤسسات بقيادة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) بالتعاون مع وزارة الصحة السعودية التحليل الوبائي الأكثر شمولاً حتى الآن لبكتيريا كليبسيلا نيمونيا في المملكة.
هذه البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة هي السبب الرئيسي للعدوى المكتسبة من المستشفيات على مستوى العالم، وهي معترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية كتهديد رئيسي للصحة العامة. تكشف الدراسة أن سلالات البكتيريا في السعودية مختلفة وراثيًا عن تلك الموجودة في مناطق أخرى.
على الرغم من أن عدوى كليبسيلا نيومونيا في الأفراد الأصحاء تسبب أعراضًا خفيفة عادةً، فإن البكتيريا تشكل خطرًا شديدًا على المرضى أو الذين يعانون من ضعف المناعة، ما قد يؤدي إلى حالات تهدد الحياة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا.
المضادات الحيوية هي العلاج الأساسي لهذه الالتهابات، ولكن الارتفاع العالمي للسلالات المقاومة للأدوية المتعددة – بسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في الرعاية الصحية والصناعات مثل الزراعة – جعل العلاج صعبًا بشكل متزايد في العقود الأخيرة.
قال الأستاذ المساعد في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية دانش موراديجارافاند، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، “كليبسيلا نيومونيا لديها جينوم ديناميكي يسمح بظهور سلالات مسببة للأمراض من سلالات غير مسببة للأمراض”.
التكيف الجيني والتهديدات المتزايدة
يتطور نوع واحد من البكتيريا عن طريق الاستنساخ وتبادل المعلومات الجينية مع بعضها البعض من خلال عمليات مثل إعادة تركيب الجينات ونقل الجينات الأفقي. ويسمح الجينوم الديناميكي لجينات مقاومة المضادات الحيوية بالاختلاط بسرعة بين السلالات. وتعد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية السبب السادس الرئيسي للوفاة في المملكة، حيث تقتل عددًا من الأشخاص أكبر من الوفيات الناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي والاضطرابات العصبية. ومع ذلك، فإن عدد المرضى يتزايد، وأي سلالة واحدة تتطور لديها مقاومة قوية وضراوة يمكن أن تسبب دمارًا كارثيًا بسبب عدم القدرة على الاحتواء والعلاج.
ودفع القلق بشأن ظهور سلالات مقاومة للأدوية الهيئة العامة للصحة السعودية إلى اقتراح خطة عمل لتنفيذ وتقييم التدخلات، حيث تعد كليبسيلا الرئوية واحدة من البكتيريا ذات الأولوية المستهدفة. في العام الماضي، بدأت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ووزارة الصحة تعاونهما لدعم هذه المبادرة من خلال الجمع بين القدرات المتقدمة لعلم الجينوم وعلوم البيانات في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والبنوك الحيوية الفريدة للبكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة في وزارة الصحة.
لإجراء الدراسة، جمع الباحثون عينات من 34 مستشفى في 15 مدينة في المملكة العربية السعودية أجروا عليها تحليلًا جينوميًا شاملاً.
وجد الباحثون أن أكثر سلالات كليبسيلا نيمونيا انتشارًا تشبه وراثيًا سلالات من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ما يكشف عن تبادل الجينات في هذه المنطقة. والأهم من منظور صحي، وجدوا أيضًا أن العوامل الجزيئية التي تمنح البكتيريا مقاومة الأدوية والضراوة كانت متقاربة، ما أثار القلق من أن ظهور مقاومة الأدوية مصحوب بشدة الأعراض.
وقال موراديجارافاند: “ما اكتشفناه يؤكد على ضرورة وجود برامج مراقبة مخصصة لكل دولة. وعلاوة على ذلك، يؤكد عملنا على الحاجة إلى تطوير عوامل مضادة للميكروبات جديدة”.
المصدر: scitechdaily
اقرأ أيضا: