اكتشاف قيود عمرها 2200 عام في منجم ذهب مصري قديم

القيود التي عثر عليها في مناجم منطقة قوزة
القيود التي عثر عليها في مناجم منطقة قوزة
كتب – باسل يوسف:

كشفت مجموعتان من قيود الكاحل الحديدية، عُثر عليهما في موقع أثري بمصر، عن “التكلفة البشرية الباهظة” لتعدين الذهب الذي جرى لتمويل حملات بطليموس الأول العسكرية، وفقًا لبحث جديد.

صرحت بيرانجير ريدون، مؤلفة الدراسة وعالمة الآثار في مختبر تاريخ ومصادر العوالم القديمة (HiSoMA) في فرنسا: “تُكمل هذه القيود نصًا قديمًا يصف الظروف المعيشية لعمال المناجم في مصر، ويذكر وجود أسرى حرب ومجرمين عاديين في المناجم”.

بعد غزو الإسكندر الأكبر لمصر، فُتحت عشرات المناجم في عهد الأسرة البطلمية (305 إلى 30 قبل الميلاد). ضم العديد من هذه المناجم مساكن للعمال، إلا أن أماكن الإقامة كانت تخضع لرقابة وحراسة مشددة. تشير المعلومات التاريخية والأثرية إلى أن فئات متنوعة من الناس عملوا في المناجم، بما في ذلك العمال المأجورون والعبيد.

في دراسة نُشرت في 13 مارس في مجلة Antiquity، تحدثت ريدون عن اكتشاف أغلال (قيود) نادرة في غوزة، منجم الذهب البطلمي الواقع في أقصى الشمال، والذي كان قيد الاستخدام من حوالي 250 إلى 200 قبل الميلاد. تُعد هذه أقدم الأغلال التي عُثر عليها في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

ضمّ مجمع منجم غوزة قريةً تضمّ مناطق سكنية وشوارع وحمامات. وقدّمت مئات من قطع الفخار – وهي شظايا فخارية استُخدمت كـ”قصاصات ورق” – التي عُثر عليها في الموقع، أدلةً على الأنشطة اليومية لعمال المناجم. وكان بعضهم يتقاضى أجورًا مقابل عملهم، الذي تضمن معالجة الخام الطبيعي باستخدام أحجار الطحن اليدوية.

وقالت ريدون: “اعتقدنا أن عمل عمال المناجم لا بد أن يكون قد شمل أشخاصًا أحرارًا، حيث لم نعثر على مهاجع محروسة في غوزة”. في المقابل، كتبت ريدون في دراسة عام ٢٠٢١ أن مساكن عمال المناجم المصريين القدماء الآخرين “كانت تُحرس ببوابة قرب مداخلها الضيقة”.

لكن اكتشاف مجموعتين من الأغلال المصممة لتقييد حركة عمال المناجم العاملين على السطح كشف عن وجود بعض أعمال السخرة على الأقل في غوزة.

تتكون إحدى المجموعتين من 7 حلقات للكاحل وحلقتين، بينما تتضمن المجموعة الأخرى 4 حلقات وقطعتين من حلقات الكاحل. اكتشف علماء الآثار هذه الأغلال، إلى جانب كمية كبيرة من خبث المعادن المهمل والعديد من القطع الحديدية، في مبنى تخزين قديم في غوزة.

وتشبه أغلال غوزة إلى حد كبير تلك التي عُثر عليها في مناجم الفضة في لوريون باليونان، كما كتبت ريدون في دراستها، ما يشير إلى أن اليونانيين جلبوا معرفتهم التقنية في هندسة المناجم إلى مصر خلال العصر البطلمي. ولا شك أن الذهب المصري المستخرج كان سيساهم في تمويل حملات بطليموس الأول العسكرية على حساب العمال.

وقالت ريدون “هذه الأشياء تقدم لنا دليلا لا يقبل الجدل على وضع عمال المناجم، وهو ما لم يكن لدينا حتى الآن”.

المصدر: livescience

اقرأ أيضا:

كلب ميكانيكي من مصر القديمة عمره 3400 سنة

قد يعجبك أيضًأ