كتب – رامز يوسف:
في بدايات الكون، كان النظام الشمسي مليئًا بالاصطدامات والتصادمات. انطلقت ملايين الأجسام الصخرية بسرعة جنونية عبر النظام، مصطدمةً ببعضها البعض في سلسلة من التصادمات. بمرور الوقت، أصبح العديد منها جزءًا من الكواكب الصخرية. وما تبقى من الصخور الفضائية، تجمع معظمه في حزام الكويكبات الرئيسي.
لكن بعض هذه الصخور ما زال مخفيا في مواقع يصعب رصدها. ولسوء حظ الحياة على الأرض، فإن بعضًا من أصعبها رصدًا يقع بالقرب منا. إنها مخفية في وهج الشمس، وقريبة بشكل غير مريح من كوكبنا.
اكتشف عالم في معهد كارنيجي للعلوم كويكبًا جديدًا في جوارنا، أطلق عليه اسم 2025 SC79، وهو أحدث عضو في مجموعة كويكبات أتيرا. هذه كويكبات قريبة من الأرض، ومداراتها بالكامل داخل مدار الأرض. كويكبات أتيرا هي المجموعة الأقل عددًا بين الأجرام القريبة من الأرض، و2025 SC79 هو العضو التاسع والثلاثون فيها.
يصعب رصد هذه الأجرام لأن ضوءها الضئيل يحجبه وهج الشمس الشديد. هذه الصخرة الفضائية الجديدة هي ثاني جرم معروف يدور بالكامل داخل مدار الزهرة. كما أنها تعبر مدار عطارد، وتُكمل دورة حول الشمس في 128 يومًا فقط.
والكويكب المكتشف له ثالث أقصر فترة مدارية بين جميع الكويكبات، إذ تبلغ فترة أسرع كويكبين 115 يومًا فقط.
اكتشف عالم الفلك سكوت إس. شيبارد، من معهد كارنيجي للعلوم، الكويكب في 27 سبتمبر باستخدام كاميرا الطاقة المظلمة المثبتة على تلسكوب بلانكو. يبحث هذا التلسكوب عن الكويكبات القاتلة، وينطبق هذا الوصف بالتأكيد على الكويكب 2025 SC79، الذي يبلغ قطره حوالي 700 متر.
على الرغم من صغر حجمه مقارنةً بجسم تشيكشولوب الذي قضى على الديناصورات، فإن هذا الحجم من الكويكب سيُحدث تأثيرًا كارثيًا على نطاق قاري. وحسب مكان سقوطه، قد يُودي بحياة مليارات البشر والحيوانات.
وتأكدت رؤية الكويكب لاحقًا باستخدام تلسكوبين آخرين: جيميني التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم وتلسكوب ماجلان التابع لمعهد كارنيجي للعلوم.
وأوضح شيبارد في بيان صحفي: “إن أخطر الكويكبات هي الأصعب في الاكتشاف”. تكشف معظم أبحاث الكويكبات عن هذه الأجسام في ظلمة الليل، حيث يسهل رصدها. لكن الكويكبات التي تختبئ بالقرب من الشمس لا يمكن رصدها إلا أثناء الشفق – عندما تكون الشمس على وشك الشروق أو الغروب. إذا اقتربت هذه الكويكبات “الشفقية” من الأرض، فقد تُشكل مخاطر اصطدام جسيمة.
اقرأ أيضا: