كتبت – شيرين فرج:
يعتبر موقع “رجم الهيري” القديم على هضبة الجولان في جنوب غرب سوريا، من عجائب الآثار، وكان يُعتقد سابقًا أنه مرصد فلكي من نوع ما.
اقترحت دراسات سابقة هذا الغرض بناءً على محاذاة “رجم الهيري” مع الأجسام في السماء الليلية. الآن تشير دراسة جديدة إلى أن الأمر ليس كذلك، ما يثير تساؤلات حول سبب بناء هذا الهيكل الضخم.
قرر باحثون أن “رجم الهيري” غير موقعه بشكل كبير على مدى آلاف السنين الماضية، لذلك لم يكن دائمًا على نفس القرب من الأجرام السماوية كما هو الحال اليوم.
استخدم الباحثون مجموعة من التقنيات للدراسة الجديدة، بما في ذلك التحليل الجيومغناطيسي (النظر في توقيعات المجال المغناطيسي للأرض المتروكة في الصخور والتربة)، وإعادة البناء التكتوني (نمذجة التحول الفيزيائي لسطح الأرض)، والاستشعار عن بعد (تحليل تخطيط الموقع من خلال صور الأقمار الصناعية).
كتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: “تشكلت البنية الجيولوجية لمنطقة رجم الهيري من خلال التطور التكتوني للمنطقة، ما أدى إلى دوران الكتل، وبالتالي هجرة موقعها واتجاه المدخل الرئيسي والجدران الشعاعية بمرور الوقت”.
يكشف التحليل الجيوفيزيائي المتكامل للمنطقة أن موقع رجم الهيري قد دار عكس اتجاه عقارب الساعة وتحول عن موقعه الأصلي بعشرات الأمتار.
يعتقد الباحثون أن البناء في الموقع ربما بدأ منذ عام 4500 قبل الميلاد، على الرغم من إعادة بناء أقسام مختلفة وإضافتها حتى العصر البرونزي حوالي 3600 إلى 2300 قبل الميلاد، ربما مع بعض التعديلات الإضافية على مدى القرون التالية. اقترحت أبحاث سابقة أخرى أنه ربما استخدم كحصن أو مساحة تجمع إقليمية.
يتألف الموقع من كومة مركزية من الحجارة محاطة بعدة دوائر متحدة المركز من حجر البازلت، تغطي حوالي 150 مترًا، من جانب إلى آخر. كما حدد الفريق أيضًا هياكل وجدران ومدافن أخرى في المناطق المحيطة.
كتب الباحثون: “أُعيد استخدام معظم الهياكل الأثرية في المنطقة بعد فترة طويلة من بنائها الأصلي.. تضمن ذلك إضافة ميزات جديدة، وبناء جدران فوق الجدران القديمة، وإعادة تشكيل المناظر الطبيعية بأشياء جديدة”.
الباحثون واثقون من أن هناك الكثير لاكتشافه في المنطقة؛ القدرة على رؤية نظرة عامة على المنطقة من الأعلى، وفهم كيفية تحولها بمرور الوقت.
يقترح فريق الدراسة أن معلومات مثل هذه يمكن استخدامها حتى لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في المستقبل – والتي يمكن أن تكتشف بعد ذلك هياكل مماثلة من صنع الإنسان في صور الأقمار الصناعية التي لا يمكن رؤيتها بوضوح من الأرض.
نُشر البحث في مجلة الاستشعار عن بعد.
اقرأ أيضا: