كتب – رامز يوسف:
تكشف صورة تلسكوب هابل للكوازار هائل الكتلة 3C 273 الذي يعمل بثقب أسود مع حجب ضوء قلبه عن خيوط “غريبة” على شكل حرف L وهياكل غامضة أخرى. (حقوق الصورة: وكالة ناسا، وكالة الفضاء الأوروبية، بن رين (جامعة كوت دازور/المركز الوطني للبحث العلمي))
بعد ما يقرب من 35 عامًا من إطلاقه، لا يزال تلسكوب هابل الفضائي يكشف أشياء جديدة عن الكون.
في سلسلة من الصور التي نُشرت حديثًا، استخدم العلماء هابل لاستكشاف كوازار يبعد 2.5 مليار سنة ضوئية. وكتب الفريق في بيان لوكالة ناسا أن النتائج تعمق فهمنا لكيفية تطور هذه الأجسام الغامضة – ولكنها تكشف أيضًا عن “أشياء غريبة” في محيط الكوازار لا يستطيع الباحثون تفسيرها بالكامل.
قال بين رين، عالم الفلك في مرصد كوت دازور وجامعة كوت دازور في نيس بفرنسا، في البيان: “حصلنا على بضع كتل بأحجام مختلفة، وبنية خيطية غامضة على شكل حرف L. كل هذا في غضون 16000 سنة ضوئية من الثقب الأسود في مركز الكوازار”.
الكوازار هو اختصار لـ “مصدر راديو شبه نجمي” – أجسام ساطعة تشبه النجوم تنبعث منها موجات راديوية وتعمل عن طريق تغذية الثقوب السوداء الهائلة بنشاط. رصد العلماء الكوازارات الأولى في الخمسينيات من القرن الماضي، لكن العديد من صفاتها لا تزال غامضة. على سبيل المثال، بسبب سطوعها، لا يعرف الباحثون الكثير عن البيئات التي تحيط عادةً بالكوازارات. ومع ذلك، فإن أداة التصوير الطيفي للتلسكوب الفضائي هابل (STIS) قادرة على حجب بعض هذا الضوء الزائد، على غرار الطريقة التي يحجب بها القمر الشمس أثناء كسوف الشمس الكلي.
وجه الباحثون أداة التصوير الطيفي للتلسكوب الفضائي هابل إلى كوازار معروف يُدعى 3C 273. كان هذا الجسم السماوي هو أول كوازار يتم التعرف عليه رسميًا على الإطلاق، في عام 1963، وهو ساطع بشكل لا يصدق، إذ ينبعث منه ضوء أكثر بآلاف المرات من المجرة المتوسطة. يفترض العلماء أن هذا يرجع إلى أن 3C 273 محاط بحطام مجري ويستمد طاقته من ثقب أسود هائل يلتهم بقايا المجرات الأصغر في جواره.
وحجب تلسكوب هابل ما يكفي من الضوء لفحص نفاثة المواد التي تنطلق من 3C 273 ويبلغ طولها 300 ألف سنة ضوئية. ثم قارن الباحثون الصور ببيانات هابل التي التقطت قبل 22 عامًا. ووجدوا أن نفاثة الكوازار تتحرك بشكل أسرع كلما ابتعدت عن موقع الثقب الأسود المفترض. ويشير هذا إلى أن الثقب الأسود يساعد في دفع سطوع الكوازار أثناء التهامه بقايا المجرات القمرية الأصغر. وأضاف الفريق أن “البقع” والهياكل على شكل حرف L التي لوحظت في الصور الجديدة قد تكون بقايا تلك المجرات، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لتحديدها بشكل قاطع.
وقال رين: “سد هابل الفجوة بين قياس التداخل الراديوي على نطاق صغير وملاحظات التصوير الضوئي على نطاق واسع، وبالتالي يمكننا اتخاذ خطوة رصدية نحو فهم أكثر اكتمالاً لشكل مضيف الكوازار”.
في السنوات القادمة، يخطط العلماء لاستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي لتعميق فهمهم لهذا الكوازار الفريد من خلال النظر إلى طيف الأشعة تحت الحمراء.
اقرأ أيضا: