كتب – رامز يوسف:
يكشف التحليل الأول لعينات الحمم البركانية من الجانب البعيد للقمر أن البراكين كانت تثور هناك منذ 2.8 مليار سنة.
القمر مقيد مديًا بالأرض، ما يعني أن نفس الجانب يواجه كوكبنا دائمًا. الجانب البعيد أقل استكشافًا من الجانب القريب. لم يتمكن من الهبوط هناك سوى مركبتين، كلاهما من الصين.
في دراسة نُشرت في مجلة ساينس، حلل الباحثون عينات صخرية أعادتها مركبة الهبوط تشانج إي 6 إلى الأرض. أعادت مهمة 2024 ما يزيد قليلاً على (1.9 كيلوجرام) من الصخور من حوض القطب الجنوبي-أيتكين – وهي أول عينات تأتي إلى الأرض من الجانب البعيد للقمر.
حلل زيكسيان كوي من معهد قوانجتشو للكيمياء الجيولوجية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم وزملاؤه، النظائر في هذه العينات، بالإضافة إلى تركيبها الكيميائي، للعثور على عمرها ومصدرها.
النظائر هي ذرات عنصر لها نفس عدد البروتونات في نواتها مع عدد مختلفًا من النيوترونات. يتغير عدد النيوترونات بمرور الوقت أثناء الاضمحلال الإشعاعي، ما يجعل نسبة النظائر المختلفة في العينة طريقة جيدة لقياس عمر تلك العينة.
براكين القمر قبل 120 مليون سنة
أفادت الدراسة أن الصخور – الحمم البركانية الصلبة المسماة البازلت – يبلغ عمرها 2.8 مليار سنة. وجدت الأبحاث السابقة نشاطًا بركانيًا على الجانب القريب من القمر حتى 2 مليار سنة على الأقل، وتكشف التواريخ الجديدة أن الجانب البعيد من القمر كان نشطًا بركانيًا أيضًا. وتشير دراسة حديثة أخرى لعينات من مركبة تشانج آه 5، التي هبطت على الجانب القريب من القمر في عام 2020، إلى أن البراكين ربما كانت تنفجر على القمر منذ 120 مليون عام.
ووجد الباحثون أيضًا أن الحمم البركانية التي شكلت البازلت جاءت من جزء من وشاح القمر الذي كان منخفضًا في البوتاسيوم والعناصر الأرضية النادرة والفوسفور. وتنتشر هذه العناصر على نطاق واسع في الحمم البركانية على الجانب القريب من القمر.
وكتب كوي وزملاؤه أن الخلل المحير قد يكون بسبب الحفرة الاصطدامية التي شكلت حوض القطب الجنوبي-أيتكين، حسب لايف ساينس.
ربما أعاد التأثير، الذي كان كبيرًا بما يكفي ليتردد صداه عبر القمر بالكامل، توزيع الصخور التي تحتوي على تلك العناصر، فضلاً عن ذوبان الوشاح الموجود مباشرة أسفل موقع التأثير، ما أدى إلى استنزاف تلك العناصر.
اقرأ أيضا:
