العثور على أقدم هواء في الأرض.. عمره 6 ملايين سنة

منطقة تلال ألن.. أنتاركتيكا
منطقة تلال ألن.. أنتاركتيكا
كتب – باسل يوسف:

عثر باحثون على ما يمكن اعتباره، أقدم عينات من الجليد والهواء الجليدي، كان محفوظا في عينات الجليد المستخرج من أعماق سطح القارة القطبية الجنوبية.

من تحت مئات الأمتار من الجليد الجليدي الذي تراكم تدريجيًا على مر العصور في تلال ألن، استعاد فريق من العلماء بقيادة العالمة سارة شاكلتون من معهد وودز هول لعلوم المحيطات، عينات دُفنت لنحو 6 ملايين سنة.

تقول شاكلتون: “العينات الجليدية أشبه بآلات الزمن، تُمكّن العلماء من إلقاء نظرة على ما كان عليه كوكبنا في الماضي”.

نظرًا لنشاط كوكبنا الجيولوجي الهائل، قد يكون العثور على سجلات للمناخ في الماضي أمرًا صعبًا.

تُعدّ أنتاركتيكا استثناءً؛ فهناك، يتولى التراكم المستمر للجليد والثلج، حبس المواد وتجميدها، ليشكل بذلك سجلًا زمنيًا لتاريخ مناخ الأرض. من خلال دراسة الجليد القديم، يُمكن للعلماء إعادة بناء الظروف البيئية السابقة لكوكبنا.

في ألن هيلز، يُعدّ تركيز الجليد الأزرق ذا قيمة خاصة، فهو جليد انضغط بمرور الوقت، ما أدى إلى تجمد فقاعات هواء قديم مع بلورات الجليد، بحيث يمتص الجليد الناتج أطوالًا موجية أكثر احمرارًا، ما يُضفي عليه لونًا أزرقًا مميزًا. ولأن ألن هيلز لم يعد يتراكم فيه الثلج بسبب عمليات التجوية والتسامي، فإن الجليد الأقدم أقرب إلى السطح منه في أجزاء أخرى من أنتاركتيكا.

على الرغم من أن هذا الجليد لا يحتوي على فقاعات هوائية مرئية، إلا أنه لا يزال يحتوي على جيوب مجهرية من الهواء، متراصة بكثافة لدرجة أنها تشغل مساحات صغيرة في البنية البلورية للجليد، لتكون نافذة على مناخ الأرض المبكر.

حفر مشروع COLDEX التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم 3 عينات من تلال ألن من أعماق 150 و159 و206 أمتار. في هذه العينات، كان الباحثون يأملون العثور على جليد قديم بما يكفي للمساعدة في فهم مناخ العصر البليوسيني. انتهى هذا العصر منذ حوالي 2.6 مليون سنة.

يقول عالم المناخ القديم ومدير برنامج COLDEX، إد بروك، من جامعة ولاية أوهايو: “في البداية، كنا نأمل العثور على جليد يصل عمره إلى 3 ملايين سنة، أو ربما أقدم بقليل، لكن هذا الاكتشاف فاق توقعاتنا بكثير”.

عندما أجروا تأريخًا نظائريًا للأرجون لعيناتهم – وهي طريقة تسمح بالتأريخ المباشر، بدلًا من التأريخ المستنتج بناءً على مواد أخرى حول العينة – وجد الباحثون أن أعمق العينات الثلاث تحتوي على جليد يصل عمره إلى حوالي 6 ملايين سنة، قرب نهاية عصر الميوسين، أي قبل حوالي 5.3 مليون سنة.

كانت العينات الأخرى أحدث عمرًا، ما زود الباحثين بسلسلة من اللقطات التي تغطي نهاية عصر الميوسين ومعظم عصر البليوسين.

بعد ذلك، أجرى الباحثون تحليلًا لنظائر الأكسجين لقياس ظروف درجة الحرارة في كل من “اللقطات”.

وجد الباحثون أنه قبل 6 ملايين سنة، كانت درجة حرارة القارة القطبية الجنوبية أعلى بنحو 12 درجة مئوية مما هي عليه الآن، وأن التبريد إلى درجة حرارتها الحالية كان عملية سلسة وتدريجية وليس مفاجئة.

يأمل الباحثون مستقبلًا في إعادة بناء محتويات الغلاف الجوي للأرض في هذه الأوقات المختلفة لتحديد غازات الدفيئة التي كانت موجودة، وتركيزاتها، وكيف تغير هذا النمط بمرور الوقت.

المصدر: the National Academy of Sciences

اقرأ أيضا:

هل سيغرق الساحل الشمالي ومنتجعاته عام 2100؟

قد يعجبك أيضًأ