كتب – باسل يوسف:
بحيرة سالدا هي مسطح مائي في تركيا يُشبه إلى حد كبير فوهة جيزيرو على المريخ. تُعدّ هذه البحيرة الخلابة المكان الوحيد على الأرض الذي يُضاهي تلك الموجودة في هيكل الاصطدام القديم على الكوكب الأحمر، على مستوى الجيولوجيا والمعادن. هذا التشابه اللافت دفع العلماء إلى دراسة شواطئها قبل هبوط مركبة بيرسيفيرانس على المريخ عام ٢٠٢١.
تُعدّ بحيرة سالدا واحدة من أعمق بحيرات تركيا، حيث يبلغ أقصى عمق لها ١٩٦ مترًا. شواطئها مغطاة بمسحوق الهيدروماجنيزيت، وهو معدن كربونات غني بالمغنيسيوم، ويوجد في الكهوف وعلى شواطئ بعض البحيرات. هذا المعدن يحمل أدلة على حياة ميكروبية قديمة.
قال براد جارسينسكي، الباحث في جيولوجيا الكواكب بجامعة غرب واشنطن، لمرصد الأرض التابع لناسا: “تُعد الكربونات مهمة لأنها بارعة في احتجاز أي شيء وُجد في تلك البيئة، مثل الميكروبات والمواد العضوية أو بعض المواد التي تُقدم دليلاً على وجود حياة ميكروبية سابقة”.
يُرجّح أن يكون الهيدروماجنيزيت على شواطئ بحيرة سالدا قد تآكل بفعل الميكروبات، وهي تلال تشبه الصخور وتشبه الشعاب المرجانية، لكنها تتكون من الميكروبات. لا تزال البحيرة تستضيف ميكروبات سليمة، ولكن سيعاد تشكيلها في النهاية لتتحول إلى رمال على الشاطئ، وفقًا لمرصد الأرض التابع لناسا.
باستخدام بيانات من مسبار استطلاع المريخ التابع لناسا، اكتشف العلماء معادن مماثلة على طول الحافة الغربية لفوهةـ جيزيرو في عام 2019، ما يُشير إلى أن الفوهة كانت تحتوي في السابق على بحيرة. وأكدت مركبة بيرسيفيرانس هذه الملاحظات منذ ذلك الحين، حيث وجدت أدلة معدنية على وجود بحيرة داخل فوهة جيزيرو منذ مليارات السنين.
تشترك بحيرة سالدا وفوهة جيزيرو في سمة أخرى: السمات الترسيبية المعروفة باسم الدلتا. الدلتا هي طبقات من الرواسب تتراكم في أماكن تدفق الأنهار إلى البحيرات والمسطحات المائية الأخرى. تقدم هذه السمات أدلة مثيرة للاهتمام حول كيفية امتلاء جيزيرو بالمياه، وساعدت دراستها في بحيرة سالدا العلماء على تضييق نطاق بحثهم إلى مواقع محددة في فوهة المريخ.
قال هورغان: “من مميزات زيارة بحيرة سالدا أنها تمنحك شعورًا حقيقيًا بما كان عليه الحال لو وقفت على شواطئ بحيرة جيزيرو القديمة”.
تُعد المنطقة المحيطة ببحيرة سالدا موطنًا لأكثر من 300 نوع من النباتات و30 نوعًا من الطيور المائية، ما يجعلها وجهة شهيرة لعشاق الطبيعة والمتنزهين، وفقًا لشبكة CNN. تقع البحيرة على بُعد مسافة قصيرة بالسيارة من صخور الترافرتين في باموكالي، وهي تكوينات حجرية جيرية خلابة مع أحواض حرارية.
المصدر: Live Science
اقرأ أيضا:
