بحيرة فوستوك: مدفونة منذ 15 مليون عام

رسم هندسي لبحيرة فوستوك
رسم هندسي لبحيرة فوستوك

كتب – رامز يوسف:

بحيرة فوستوك هي بحيرة عملاقة في القارة القطبية الجنوبية تشبه في حجمها بحيرة أونتاريو في أمريكا الشمالية. ولكن على عكس بحيرة أونتاريو، تقع بحيرة فوستوك أسفل 3 كيلومترات من الثلوج والجليد.

كانت بحيرة فوستوك ذات يوم بحيرة سطحية هائلة، ثم دُفنت منذ 15 مليون عام على الأقل، وتشير بعض التقديرات إلى أنها ظلت مغطاة بشكل مستمر لفترة أطول بكثير – 20 مليون عام أو أكثر. ونتيجة لانقطاعها عن الضوء والغلاف الجوي لفترة طويلة، فإن البحيرة تؤوي نظامًا بيئيًا فريدًا من الكائنات المحبة للظروف القاسية – وهي مخلوقات تطورت لتزدهر في ظروف قاسية.

يبلغ طول بحيرة فوستوك حوالي (240 كم) وعرضها (50 كم). وهي أكبر بحيرة تحت جليدية في القارة القطبية الجنوبية بين 400 بحيرة، تنتشر في جميع أنحاء القارة لأن مستويات الحرارة الجوفية المنخفضة تذيب قاعدة الغطاء الجليدي.

تقع البحيرة بالقرب من محطة أبحاث فوستوك الروسية، على بعد حوالي (1300 كم) من القطب الجنوبي. على الرغم من أن العلماء احتلوا فوستوك منذ عام 1957، فإنهم لم يكونوا على علم بوجود البحيرة حتى ستينيات القرن العشرين، عندما لاحظ جغرافي وطيار روسي لأول مرة مساحة مسطحة وناعمة نسبيًا من الجليد فوقها من الجو.

في عام 1993، وجد الباحثون البحيرة باستخدام تقنية الرادار القائمة على الأقمار الصناعية القادرة على اختراق الجليد. وفي عام 2012، نجح علماء فوستوك بعد جهد استمر لسنوات في الحفر إلى البحيرة عبر الجليد.

يبلغ عمق بحيرة فوستوك حوالي (1 كم) عند نهايتها الجنوبية وأقل عمقًا نسبيًا عند زواياها الشمالية والجنوبية الغربية. رسم الباحثون خريطة لقاع البحيرة ووجدوا أن المناطق العميقة والضحلة مفصولة بسلسلة من التلال، يعتقدون أنها قد تكون مرصعة بفوهات حرارية مائية مماثلة لتلك الموجودة في المحيط الهادئ.

المصدر الوحيد للمياه في البحيرة هو الغطاء الجليدي فوقها. تتراوح درجة حرارة الماء حول (- 3 درجات مئوية)، لكنها تظل سائلة بفضل الضغط الساحق للغطاء الجليدي الذي يغطيها، والذي يخفض نقطة تجمد الماء.

تعيش أنواع لا حصر لها من الميكروبات في البحيرة، بما في ذلك أشكال الحياة البحرية التي تشير إلى أن المسطح المائي كان متصلاً بالمحيط ذات يوم. أخذ الباحثون عينات من طبقة من المياه المتجمدة تسمى الجليد المتراكم تقع فوق البحيرة ووجدوا أنها تحتوي على الحمض النووي لأكثر من 3500 كائن حي، بما في ذلك الفطريات والبكتيريا الموجودة عادة في الجهاز الهضمي للأسماك.

نظرًا لعدم وجود ضوء يمنع عملية التمثيل الضوئي، تطورت هذه الكائنات الحية لتتغذى على المعادن الموجودة في الماء والمواد الكيميائية المنتجة في قاع الصخر. يعتقد الباحثون أن دراستها بشكل أكبر يمكن أن توفر أدلة حول الحياة على الكواكب والأقمار الأخرى، بما في ذلك قمر المشتري الجليدي أوروبا.

المصدر: livescience

اقرأ أيضا:

تاريخ جديد: البشر غادروا أفريقيا قبل 2 مليون سنة

قد يعجبك أيضًأ