كتب – باسل يوسف:
يواصل علماء الأنثروبولوجيا البحث عن التوقيت الدقيق لهجرة البشر الأوائل، لأول مرة من أفريقيا والانتشار التدريجي في جميع أنحاء العالم. في حين كانت النظرة المقبولة على نطاق واسع هي أن البشر وصلوا إلى أوراسيا منذ 1.8 مليون عام على الأقل، فقد اقترحت بعض الأدلة المجزأة تاريخا أقدم. الآن، تدفع النتائج الجديدة التي توصل إليها فريق دولي من الباحثين هذا الجدول الزمني إلى ما يقرب من 2 مليون عام.
يستند هذا الاستنتاج إلى عظام أحفورية متعددة تحمل علامات قطع، اكتشفت في موقع Grăunceanu في رومانيا. يقع Grăunceanu في وادي نهر Olteț، وهو أحد العديد من المواقع الغنية بالحفريات المكتشفة في ستينيات القرن العشرين. نظرًا لعدم العثور على بقايا أشباه البشر هناك، اعتمد الباحثون على أدلة غير مباشرة على وجودهم، مثل الأدوات الحجرية والعلامات التي خلفها استخدام الأدوات على عظام الحيوانات.
فحص العلماء أكثر من 5000 عظمة من Grăunceanu والمواقع المحيطة بها بدقة بحثًا عن أدلة على علامات القطع من الأدوات الحجرية المستخدمة لإزالة لحم الحيوانات. ومن هذا الإجمالي، حدد الفريق ما لا يقل عن 20 عظمة تظهر علامات قطع. واستخدم الباحثون بيانات Biostratagraphic وتقنيات تأريخ اليورانيوم والرصاص عالية الدقة لتقدير عمر العظام، وكشفت أن الحد الأدنى لعمرها 1.95 مليون سنة مضت.
كان الفريق الدولي يضم أكثر من 12 باحثًا بقيادة سابرينا كوران، أستاذة مشاركة في الأنثروبولوجيا بجامعة أوهايو؛ وكلير تيرهون، أستاذة مشاركة في الأنثروبولوجيا بجامعة أركنساس؛ وألكسندرو بيتكوليسكو، من معهد “إميل راكوفيتسا” لعلم الكهوف في بوخارست.
والحفريات محفوظة حاليا في معهد “إميل راكوفيتسا” لعلم الكهوف ومتحف أولتينيا.
قال كوران: “لم نتوقع في البداية العثور على الكثير، ولكن أثناء الفحص الروتيني للمجموعات، وجدنا العديد من العظام التي تحمل علامات قطع. كما اكتشفنا علامات مميزة أخرى على عظام مختلفة، ما يشير إلى أنشطة ذبح متعمدة”.
قبل هذا الاكتشاف، كان يُعتقد أن موقع دمانيسي في دولة جورجيا يحتوي على أقدم دليل على نشاط الإنسان البدائي خارج إفريقيا، ويرجع تاريخه إلى ما يقرب من 1.8 مليون سنة. إن تأكيد عمر العلامات يثبت وجود أشباه البشر في أوراسيا قبل 200 ألف سنة مما كان يُعتقد سابقًا، فضلاً عن استخدامهم لاأدوات، مما يوفر بعضًا من أقدم الأدلة على نشاط أشباه البشر في هذه المنطقة
المصدر: نُشرت النتائج في Nature Communications
اقرأ أيضا:
