تجربة سرية: الذكاء الاصطناعي أكثر إقناعا من البشر

كتب – رامز يوسف:

أطلق علماء من جامعة زيورخ جيشًا من روبوتات الذكاء الاصطناعي على منتدى ريديت الشهير r/changemyview – حيث يجتمع ما يقرب من 4 ملايين مستخدم لمناقشة مواضيع خلافية – للتحقيق في إمكانية استخدام هذه التقنية للتأثير على الرأي العام.

ولتحقيق هذه الأهداف، تركت الروبوتات أكثر من 1700 تعليق على المنتدى، مستخدمةً مجموعة متنوعة من المظاهر المفترضة، بما في ذلك ضحية اغتصاب ذكر يقلل من شأن صدمة الاعتداء عليه؛ مستشارة في قضايا العنف الأسري تزعم أن النساء الأكثر ضعفًا هن “اللاتي يحظين بحماية آباء مفرطة”؛ ورجل أسود معارض لحركة “حياة السود مهمة”.

عملت هذه الروبوتات جنبًا إلى جنب مع روبوت آخر تولى مهمة فحص ملفات تعريف المستخدمين لتخصيص ردودهم لتحقيق أقصى قدر من الإقناع.

كشف باحثو زيورخ بعد ذلك عن التجربة لمشرفي المنتدى “كجزء من خطوة الإفصاح في الدراسة”، إلى جانب رابط لمسودة أولى لنتائجها.

كتب مشرفو الصفحة الفرعية في منشور لإعلام المستخدمين: “هناك تجربة غير مصرح بها أجراها باحثون من جامعة زيورخ على المستخدمين.. نعتقد أن هذا خطأ. لا نعتقد أن عبارة “لم تُجرَ من قبل” تُعتبر ذريعة لإجراء تجربة كهذه”.

تشير نتائج المسودة، التي قاست معدل نجاح الروبوتات عبر خاصية في الموقع تُمكّن المستخدمين من منح جوائز للتعليقات التي تُغير آراءهم، إلى أن ردود الذكاء الاصطناعي كانت أكثر إقناعًا بثلاث إلى 6 مرات من ردود البشر.

وأشار المؤلفون، الذين لم يُفصحوا عن أسمائهم في المسودة – مخالفين بذلك الإجراءات الأكاديمية المتعارف عليها – إلى أنه طوال فترة التجربة، دون علم المستخدمين، “لم يشك أي منهم في أن الذكاء الاصطناعي قد هو الذي كتب التعليقات المنشورة على حساباتنا”.

أثار المنشور غضب المستخدمين، وكذلك بن لي، كبير المسؤولين القانونيين في ريديت، الذي أعلن في تعليق أسفل المنشور أن الموقع سيتخذ إجراءً قانونيًا رسميًا ضد جامعة زيورخ.

وكتب لي: “ما فعله فريق جامعة زيورخ خاطئ تمامًا من الناحيتين الأخلاقية والقانونية. إنه ينتهك البحث الأكاديمي ومعايير حقوق الإنسان، وهو محظور بموجب اتفاقية المستخدم وقواعد ريديت، بالإضافة إلى قواعد القسم الفرعي”.

ردًا على ذلك، صرّحت جامعة زيورخ لموقع 404 ميديا ​​بأن الباحثين لن ينشروا نتائج الدراسة، وأن لجنة الأخلاقيات التابعة لها ستعتمد في المستقبل عملية مراجعة أكثر صرامة، لا سيما التنسيق مع المجتمعات الإلكترونية قبل أن يصبحوا موضوعًا لتجربة جماعية دون علمهم.

مهما كانت الخلافات القانونية التي ستلي ذلك، فإن تجارب كهذه تُبرز القدرة المتزايدة لروبوتات الدردشة على التسلل إلى الخطاب الإلكتروني. في مارس، كشف العلماء أن نموذج اللغة الكبير GPT-4.5 من OpenAI كان قادرًا بالفعل على اجتياز اختبار تورينج، حيث نجح في خداع المشاركين في التجربة ليعتقدوا أنهم يتحدثون مع إنسان آخر بنسبة 73% من الوقت.

كما يُضفي هذا بعض المصداقية على فكرة أن روبوتات الدردشة الذكية، إذا تُركت دون مراقبة، لديها القدرة على استبدال البشر في إنتاج غالبية محتوى الإنترنت. تُسمى هذه الفكرة بنظرية “الإنترنت الميت”، وهي مجرد نظرية مؤامرة – على الأقل في الوقت الحالي.

المصدر: Live Science

اقرأ أيضا:

OpenAI تسحب النسخة المنافقة من ChatGPT

قد يعجبك أيضًأ