جرف جليدي هائل يهدد برفع مستويات سطح البحر العالمية

جرف فيلشنر- روني الجليدي
جرف فيلشنر- روني الجليدي
كتب – رامز يوسف:

تلعب الطبقة الجليدية الشاسعة في القارة القطبية الجنوبية، التي تحتوي على أكثر من نصف المياه العذبة على الأرض، دورًا حاسمًا في تنظيم مناخ الكوكب ومستويات سطح البحر. وتحظى الجروف الجليدي في القارة، وهي امتدادات كبيرة عائمة من الجليد فوق المحيط، باهتمام خاص.

تُظهِر الملاحظات أن العديد من هذه الجروف الجليدي تتضاءل بسبب الذوبان من الأسفل، مع عواقب عميقة على ديناميكيات المحيط ومستويات سطح البحر العالمية.

يمتد جرف فيلشنر-روني الجليدي عبر بحر ويديل، ويعد أحد أكبر الجرف الجليدي في القارة القطبية الجنوبية. ولحسن الحظ، يبدو مستقرًا نسبيًا في الوقت الحالي. توفر التيارات شبه المتجمدة التي تدور تحت الجرف حاجزًا وقائيًا.

ومع ذلك، تحذر نماذج المناخ من أن التيارات الأكثر دفئًا قد تصل إلى هذه المنطقة في المستقبل، ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الجرف.

للتنبؤ بمستقبل جرف فيلشنر-رون الجليدي، أجرى ن. ستيجر وزملاؤه من جامعة السوربون تحليلاً مفصلاً لبيانات المحيط التي جُمعت بين عامي 2017 و2021.

استخدم الفريق أجهزة استشعار موضوعة على قاع البحر (أجهزة مثبتة) وعلى أجهزة عائمة تحت سطح الماء.

سجلت هذه الأدوات درجة حرارة الماء وسرعته، مما وفر ثروة من المعلومات حول كيفية تفاعل تيارات المحيط مع الجرف الجليدي.

حددت الأبحاث السابقة ظاهرة متكررة: في الصيف، ترتفع مياه البحر الدافئة من أعماق المحيط الأوسط وتتدفق على طول حوض فيلشنر – وهو واد عميق تحت البحر – نحو حافة الجرف الجليدي.

ومع ذلك، غالبًا ما كانت هذه الدراسات مقتصرة على موقع واحد أو إطار زمني قصير، ما ترك فجوات في فهم النظام الأوسع.

كشفت الدراسة الجديدة عن نظام أكثر تعقيدًا لحركة المياه. لا تتبع المياه الدافئة حوض فيلشنر الرئيسي فحسب، بل تستخدم أيضًا حوضًا شرقيًا أصغر. ومن المهم أن يختلف دور كل مسار من عام إلى آخر.

خلال السنوات التي تكون فيها درجات الحرارة أعلى من المتوسط، تتحرك المياه الدافئة بشكل أسرع وعلى نطاق أوسع عبر الجرف القاري. وهذا يزيد من احتمالية وصول المياه الدافئة إلى الجرف الجليدي والمساهمة المحتملة في ذوبانه.

على الرغم من أنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت المياه الدافئة في عامي 2017 و2018 قد وصلت بالفعل إلى حافة جرف فيلشنر-روني الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، إلا أن هناك أدلة من عام 2013 تشير إلى أن تدفقات مماثلة للمياه الدافئة وصلت إلى حافة الجرف خلال ذلك العام.

يؤكد هذا البحث على الحاجة إلى المراقبة المستمرة واليقظة. إن استقرار الجرف الجليدي في القارة القطبية الجنوبية يحمل المفتاح لمستويات سطح البحر وصحة المناخ في المستقبل على الكوكب.

نُشرت الدراسة في مجلة الأبحاث الجيوفيزيائية: المحيطات.

اقرأ أيضا:

كائن يعيش منذ ملايين السنين.. يواجه خطر الانقراض

قد يعجبك أيضًأ