كتب – رامز يوسف:
كشفت جوجل إكس عن شريحة Taara، أحدث تطور في سعيها لتسخير قوة الضوء لتوفير إنترنت عالي السرعة، بتكلفة منخفضة، وبدون كابلات.
تستخدم هذه الشريحة، بحجم ظفر الإصبع، بواعث ضوء يتم التحكم بها برمجيًا لتوجيه أشعة الضوء المُرمّزة بالبيانات بين نقطتين. في الاختبارات، نجح الباحثون في نقل البيانات بسرعة 10 جيجابت في الثانية (Gbps) لمسافة كيلومتر واحد في الهواء الطلق باستخدام شريحتي Taara.
صرح ماهيش كريشناسوامي، المدير العام لشركة Taara، في بيان: “نعتقد أن هذه المرة الأولى التي تنقل فيها شرائح فوتونيات السيليكون بيانات عالية السعة إلى الهواء الطلق على هذه المسافة”.
يأمل الباحثون في قسم X، وهو ذراع البحث والتطوير التابع لشركة جوجل، أن تتمكن Taara من توفير سرعات إنترنت تُضاهي سرعة الألياف الضوئية في المناطق التي يصعب الوصول إليها باستخدام كابلات الألياف الضوئية التقليدية. عادةً ما تُدفن هذه الكابلات التقليدية عميقًا تحت الأرض، ما يجعلها غير عملية في المناطق النائية أو ذات التضاريس الوعرة، مثل الجبال والغابات. مع ذلك، لا تُمثل هذه مشكلة بالنسبة لـ Taara.
وبالمثل، نظرًا لأن ترددات الضوء التي تستخدمها Taara لا تتداخل مع نطاقات التردد اللاسلكي مثل 5G، فإن Taara لا تحتاج إلى التعامل مع إشارات أخرى تستهلك عرض النطاق الترددي.
وأضاف كريشناسوامي أن الهدف هو جعل الاتصال عالي السرعة أقل تكلفة وأسهل في النشر من خلال تقليل حجم وتكلفة البنية التحتية، وتحديدًا من خلال إنشاء شبكة شبكية من أجهزة Taara متعددة متصلة ببعضها البعض.
ويمكن لهذه الأجهزة بعد ذلك تبادل البيانات مباشرةً، ما يوفر تغطية عالية السرعة وقابلة للتوسع بسهولة.
يقول كريشناسوامي: باستخدام الرقاقات الموزعة في شبكة عالمية، نرى فرصًا لتوفير إنترنت عالي السرعة للمناطق التي تعاني من نقص الخدمات، وإعادة النظر في كيفية بناء مراكز البيانات وتشغيلها، وتمكين اتصالات أسرع وأكثر أمانًا للمركبات ذاتية القيادة، وغير ذلك الكثير.
نقل البيانات بسرعة الضوء
تحتوي كابلات الألياف الضوئية على خيوط بلاستيكية أو زجاجية دقيقة تنقل البيانات على شكل نبضات ضوئية. تُعد هذه الخيوط فعالة للغاية في نقل البيانات عالية السرعة لمسافات طويلة – أكثر فعالية بكثير من الكابلات النحاسية القديمة، التي تنقل البيانات على شكل إشارات كهربائية أبطأ وأكثر عرضة للتداخل.
ترسل تقنية Taara أيضًا البيانات على شكل إشارات ضوئية؛ ومع ذلك، فهي تتجنب الحاجة إلى كابلات وشبكات أرضية تتطلب صيانة مادية. هذا يعني أنه يمكن تركيبها في ساعات بدلاً من الأيام أو الأشهر أو حتى السنوات التي قد يستغرقها مد الألياف.
رقاقة Taara هي في الواقع نسخة أحدث وأصغر من اختراع Google X الحالي المسمى Taara Lightbridge، وهو بحجم إشارة مرور تقريبًا.
تتميّز Lightbridge بغلاف مادي وآليات تتكون من “مرايا، وأجهزة استشعار، وبصريات دقيقة، وبرمجيات ذكية لتوجيه أشعة الضوء إلى المكان المطلوب. عندما يتشابك شعاعان، يُنشئان رابطًا آمنًا قادرًا على نقل البيانات بسرعات تصل إلى 20 جيجابت في الثانية لمسافات تصل إلى (20 كم).
صرح كريشناسوامي أن شريحة Taara ستكون متاحة في عام 2026 في منتج X التالي – والذي لم تُفصح عنه الشركة. في غضون ذلك، دعا قسم الأبحاث في جوجل الباحثين والمبتكرين للتواصل لاستكشاف التطبيقات المحتملة.
المصدر: livescience
اقرأ أيضا:
