كتب – رامز يوسف:
التقط تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) صورة مذهلة لخداع بصري فلكي غريب.
تبدو هذه “الظاهرة الكونية النادرة”، التي تُسمى حلقة أينشتاين، ككرة واحدة تشبه العين في ظلمة الفضاء، لكنها في الواقع صورة مشوهة لمجرتين بعيدتين في كوكبة هيدروس.
في المركز الساطع لهذا المشهد الكوني، توجد مجرة واحدة، بينما اللون البرتقالي والأزرق الممدود المحيط بها هو ضوء مجرة أخرى تقع خلفها. يبدو ضوء المجرة الأبعد كحلقة لأنه مشوه بفعل عدسة الجاذبية.
تحدث عدسة الجاذبية عندما تتسبب جاذبية جسم ضخم – مثل مجرة أو ثقب أسود – في انحناء ضوء جسم أبعد. هذا التأثير نتيجة مباشرة لنظرية النسبية لأينشتاين، التي تنص على أن الكتلة تشوه نسيج الزمكان، ما يجعل الضوء يتبع مسارات منحنية، مثل كرة تتدحرج على منحدر.
وكتب ممثلو وكالة الفضاء الأوروبية في بيان: “هذا التأثير دقيق للغاية بحيث لا يمكن ملاحظته على المستوى المحلي، ولكنه يصبح واضحًا أحيانًا عند التعامل مع انحناءات الضوء على مقاييس فلكية هائلة”.
أصدرت وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية هذه الصورة الأخيرة اليوم، تحت عنوان: صورة شهر مارس. التُقطت بواسطة كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة التابعة لمرصد جيمس ويب الفضائي، وتتضمن أيضًا بيانات من كاميرا المجال الواسع 3 وأجهزة الكاميرا المتقدمة للمسح على تلسكوب هابل الفضائي.
تتشكل حلقة أينشتاين عندما يكون مصدر الضوء البعيد، والجسم العدسي الضخم، والراصد على محاذاة مثالية، ما يؤدي إلى ظهور الضوء كحلقة كاملة ملتفة حول الجسم العدسي. ونتيجة لذلك، فهي نادرة.
في هذه الحالة، المجرة الإهليلجية في المقدمة – وهي جزء من عنقود مجرات يُسمى SMACSJ0028.2-7537 – ضخمة جدًا لدرجة أنها تُسبب انحناء ضوء المجرة الحلزونية الواقعة خلفها.
أضاف البيان “على الرغم من أن صورتها قد تشوهت أثناء مرور ضوئها حول المجرة في مسارها، إلا أن العناقيد النجمية الفردية والهياكل الغازية مرئية بوضوح”.
كما تُتيح ظاهرة عدسة الجاذبية الرائعة لعلماء الفلك فهم الكون بشكل أفضل.
غالبًا ما يكون الضوء المنبعث من المجرات البعيدة، التي وُجدت منذ زمن بعيد، خافتًا جدًا بحيث لا يُمكن رصده مباشرةً من الأرض. تُضخّم عدسة الجاذبية القوية هذه المجرات، ما يجعلها تبدو أكبر وأكثر سطوعًا، ما يسمح لعلماء الفلك بدراسة بعض المجرات الأولى التي تشكلت بعد الانفجار العظيم.
وأشار بيان وكالة الفضاء الأوروبية إلى أن “أجسامًا كهذه تُمثل المختبر المثالي لأبحاث المجرات الخافتة والبعيدة جدًا التي لا يُمكن رؤيتها بطريقة أخرى”.
بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن الثقوب السوداء والمادة المظلمة لا تصدر الضوء، يمكن للعلماء استخدام العدسات الجاذبية لاكتشاف هذه الظواهر ودراستها من خلال قياس كيفية انحناء النجوم الخلفية وتكبيرها.
المصدر: Live Science
اقرأ أيضا: