كتب – رامز يوسف:
استخدم علماء الفلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي لالتقاط أكبر وأعمق عينةٍ من مجموعات المجرات، بعضها يصل عمره إلى 12 مليار سنة ضوئية.
تقع كوكبة الأسد، في سماء الليل، بعيدًا عن مجرة درب التبانة، وتُعرف لدى علماء الفلك بأنها عالم المجرات. ولكن عندما حدّق تلسكوب جيمس ويب الفضائي بجانب الأسد، كشف عن تفاصيل جديدةٍ مذهلة. في كوكبة السدس الصغيرة، اكتشف جيمس ويب مجموعات من المجرات تصل إلى 12 مليار سنة ضوئية. يبلغ عمر الكون 13.8 مليار سنة، لذا يعود تاريخ هذه المجرات إلى السنوات الأولى من نشأة الكون.
وكما تُسبب الجاذبية دوران الأقمار حول الكواكب، ودوران الكواكب حول النجوم، ودوران النجوم حول مراكز مجراتها، تدور المجرات نفسها حول بعضها البعض لتكوين مجموعات مرتبطة جاذبيًا، وفقًا لوكالة ناسا. تساعد هذه العينة، وهي الأكبر على الإطلاق، والمؤلفة من 1678 مجموعة مجرات، علماء الفلك على فهم شكل الكون في مراحله المبكرة وكيف تغير على مدى الـ 12 مليار سنة الماضية.
اتسمت المجرات التي وُجدت في مراحل الكون المبكرة بأشكال غير منتظمة، بينما بدت المجرات التي تشكلت لاحقًا أكثر تناسقًا وتركيبًا، مع مجرات إهليلجية وحلزونية – مثل مجرتنا درب التبانة.
قال جاسم جوزالياسل، الباحث في علم الفلك بجامعة آلتو، ورئيس فريق اكتشاف مجموعات المجرات والمؤلف الرئيسي لدراسة حول النتائج التي قُبلت للنشر في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية، في بيان: “مثل البشر، تتجمع المجرات وتُشكّل عائلات.. تُعدّ المجموعات والعناقيد المجرية بالغة الأهمية لأن المجرات داخلها يمكن أن تتفاعل وتندمج معًا، ما يؤدي إلى تحول في بنية المجرات وشكلها”.
في هذه المجرات، يمكن لعلماء الفلك أيضًا دراسة المادة المظلمة والثقوب السوداء الهائلة والغازات الموجودة بين المجرات.
لدى ناسا تاريخ طويل في توجيه تلسكوباتها الفضائية نحو الكون بأكمله لالتقاط صور “المجال العميق”. كان أولها مجال هابل العميق عام ١٩٩٥، والذي شمل حوالي 3 آلاف مجرة بعيدة. وفقًا لوكالة ناسا، مكّن تركيب كاميرا جديدة عام ٢٠٠٢ من التقاط صورة “حقل هابل العميق الفائق” الأكثر إثارة للإعجاب عام ٢٠٠٤، والتي كشفت عن ما يقرب من 10 آلاف مجرة، بعضها كان موجودًا عندما كان عمر الكون ٨٠٠ مليون سنة فقط. تبع ذلك “حقل هابل العميق الأقصى”، الذي كشف عن ٥٥٠٠ مجرة على بُعد يصل إلى ١٣.٢ مليار سنة ضوئية.
لم يمضِ وقت طويل بعد إطلاقه حتى حسّن تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) من سابقه، وقدّم في عام ٢٠٢٢ أول صورة “حقل عميق” لعنقود المجرات SMACS ٠٧٢٣ كما بدا قبل ٤.٦ مليار سنة – وهي واحدة من أعمق وأكثر صور الأشعة تحت الحمراء وضوحًا للكون البعيد حتى الآن. وأعقب ذلك صورة “حقل عميق” لعنقود باندورا في فبراير ٢٠٢٣.
المصدر: Live Science
اقرأ أيضا:
