كتب – رامز يوسف:
لمدة 130 عامًا، حيرت الطبيعة الغامضة لنوع من الأوركيد Stigmatodactylus sikokianus، علماء النبات، بسبب امتلاكه خاصية لا توجد في غيره.
أطلق عليه الاسم عام 1889، عالم النبات الياباني الشهير ماكينو توميتارو، يتميز النبات الذي يستهلك الفطريات بوجود زائدة مميزة تبدو كإصبع في الميسم وهو الجزء من الزهرة الذي يستقبل حبوب اللقاح.
ولكن لماذا يوجد هذا الإصبع الزائد هناك، وما الغرض منه؟ وظيفة هذه الميزة الفريدة ظلت لغزًا – حتى الآن.
يتخصص عالم النبات بجامعة كوبي سوتسوجو كينجي في أنواع الأوركيد التي تتغذى على فطريات التربة بدلاً من ضوء الشمس. أدرك أن Stigmatodactylus يناسب هذا الوصف تمامًا.
يلقي بحث كينجي الضوء على طريقة تلقيح فريدة من نوعها. وجد أن Stigmatodactylus sikokianus تلقح نفسها بشكل أساسي، ما يعني أنها لا تنتظر الحشرات لنقل حبوب اللقاح من نبات إلى آخر.
ومن المثير للاهتمام أن التلقيح الذاتي يحدث بعد 3 أيام تقريبًا من تفتح الزهرة. هذا التأخير يحمل آثارًا بيئية كبيرة.
ونظرًا للموطن الطبيعي للنبات في الغابات المظلمة، نادرًا ما تزوره الملقحات المحتملة.
أثناء مراقبة النباتات بدقة، لاحظ كينجي أن الزائدة الشبيهة بالإصبع تلعب دورًا حاسمًا في التلقيح الذاتي.
في اليوم الثالث بعد فتح الزهرة، تنهار الوصمة وتتصل بالسداة الحاملة لحبوب اللقاح، بمساعدة الزائدة الشبيهة بالإصبع، وبالتالي تخصب النبات.
قال كينجي: “حركة الزائدة تمثل، على حد علمنا، آلية جديدة للتلقيح الذاتي في بساتين الفاكهة”.
ولاحظ أنه نظرًا لوجود 28 نوعًا في عائلة Stigmatodactylus، يشترك العديد منها في هذه الزائدة الفريدة، فإن آلية التلقيح الذاتي هذه قد تكون شائعة في أنواع أخرى أيضًا.
نشرت الدراسة الكاملة في مجلة Plants People Planet.
اقرأ أيضا:
