قمر ناسا يلتقط صورا غريبة من المريخ تشبه الأرض

تُظهر هذه الصورة المأخوذة من مركبة استطلاع المريخ المدارية الأنماط داخل فوهة بركانية على المريخ
تُظهر هذه الصورة المأخوذة من مركبة استطلاع المريخ المدارية الأنماط داخل فوهة بركانية على المريخ
كتب – رامز يوسف:

كشفت صور الأقمار الصناعية عالية الدقة عن أنماط تشبه قطرات الطلاء على سطح المريخ، تتطابق مع تلك الموجودة على الأرض، وفقًا لدراسة جديدة.

تشير أنماط التربة المألوفة إلى أن المريخ والأرض تشكلا بفعل قوى متشابهة. على الأرض، تتشكل هذه الأنماط على سفوح المناطق الجبلية الباردة حيث تتجمد التربة وتذوب على مدار العام. إذا كان المريخ قد شهد نفس الظروف الجليدية والرطبة في أزمنة سابقة، فقد تكون هذه الأنماط مكانًا جيدًا لاستكشاف الدور الذي ربما لعبه الماء السائل في تشكيل الكوكب الأحمر وإمكانية احتوائه على علامات الحياة.

قال جون بول سليمان، الباحث الرئيسي في الدراسة، من جامعة روتشستر في نيويورك: “إن فهم كيفية تشكل هذه الأنماط يُقدم رؤى قيّمة حول تاريخ مناخ المريخ، وخاصةً احتمالية دورات التجمد والذوبان السابقة، مع أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لمعرفة ما إذا كانت هذه السمات قد تشكلت مؤخرًا أم منذ زمن بعيد”.

وأضاف سليمان: “في النهاية، قد يساعدنا هذا البحث في تحديد علامات البيئات الماضية أو الحالية على كواكب أخرى، والتي قد تدعم أو تحد من احتمالية وجود حياة”.

على الأرض، تُعرف أنماط التربة هذه باسم فصوص التصريف الانحداري. تتشكل عندما تذوب طبقة من الأرض المتجمدة جزئيًا وتتفكك، ما يتسبب في انزلاق التربة إلى أسفل. يُنشئ هذا التأثير أنماطًا تشبه الموجات على جوانب التلال في المناطق الباردة. المريخ أبعد عن الشمس من الأرض، وعادةً ما يكون أكثر برودة، لكن فصوص المريخ لا تظهر إلا عند خطوط العرض العليا.

أشارت دراسات سابقة إلى أن مناطق خطوط العرض العليا للمريخ ربما تكون قد شهدت ظروف تجمد وذوبان في تاريخ مناخ الكوكب الحديث، ما قد يفسر وجود فصوص متشابهة. ومع ذلك، هناك العديد من الأسئلة دون إجابة حول فصوص المريخ، بما في ذلك سبب ظهورها أكبر بكثير من تلك الموجودة على الأرض.

بتحليل صور الأقمار الصناعية عالية الدقة لسطح المريخ، التي التقطتها كاميرا HiRISE على متن مركبة استطلاع المريخ المدارية التابعة لناسا، لاحظ فريق البحث أن التضاريس الشبيهة بالموجات تتبع نفس النمط الهندسي الأساسي لتلك الموجودة في جبال روكي على الأرض والقطب الشمالي وغيرها من المناطق الجبلية الباردة.

شبّهت راشيل جليد، المؤلفة المشاركة في الدراسة والأستاذة المساعدة في قسم علوم الأرض والبيئة بجامعة روتشستر، التضاريس بالأنماط التي تُرى في السوائل. وقالت: “هذه الأنماط هي أمثلة كبيرة وبطيئة الحركة وحبيبية لأنماط شائعة موجودة في السوائل اليومية، مثل الطلاء المتساقط على الحائط”. أكد الفريق أيضًا أن فصوص المريخ أكبر من فصوص الأرض – أطول بحوالي 2.6 مرة في المتوسط. ولتفسير ذلك، اقترحوا أن فصوص المريخ أطول لأن جاذبيته أضعف، ما يسمح لموجات الرواسب المتراكمة بالنمو بشكل أكبر قبل الانهيار.

تعزز هذه النتائج الشكوك السابقة بأن فصوص المريخ مرتبطة – أو كانت كذلك – بالجليد الأرضي، حيث تشبه أنماطها ما يُتوقع من عدم استقرار السوائل. ومع ذلك، لم يتمكن الباحثون من التأكد من وجود الماء السائل من خلال بيانات الأقمار الصناعية فقط. اقترح الباحثون أن التجارب المعملية المستقبلية يمكن أن تستكشف ما إذا كان الجليد والماء السائل ضروريين لتكوين الأنماط الموجية.

المصدر: Live Science

اقرأ أيضا:

متى تنشطر قارة أفريقيا إلى قارتين؟

قد يعجبك أيضًأ