كتبت – شيرين فرج:
في احتفالات يوم الاستقلال الأمريكي 2020، كان نيك خاروف يستمتع بعرض للألعاب النارية في الشارع بالقرب من منزل عمته في كاليفورنيا.
ثم، في ثانية واحدة، توقفت المتعة.
انحرفت الألعاب النارية الضالة عن مسارها وانفجرت على الأرض بالقرب من خاروف، وضربت أجزاء من المتفجرات قرنية عينه اليسرى. أدى الحادث إلى إصابة خاروف – الذي كان يبلغ من العمر 23 عامًا، وكان يتدرب لمدة 6 سنوات ليكون طيارًا تجاريًا في ذلك الوقت – بالعمى التام في إحدى عينيه.
قال خاروف لموقع Live Science: “كان والدي خارج المنزل مباشرةً وكان الجو مظلمًا، لذلك لم يستطع معرفة ما حدث تمامًا.. وشعرت وكأنني لا أستطيع الرؤية بعيني اليسرى”.
في المستشفى، خشي الأطباء في البداية أن تكون عين خاروفه قد دمرت تمامًا وستحتاج إلى إزالتها. ومع ذلك، بعد تنظيف الحطام من عينه، رأى أحد المتخصصين أنه بصرف النظر عن قرنيته، فإن بقية العين ظلت سليمة.
بدأ خاروف رحلة طويلة من تلقي العلاجات، شملت الاستيقاظ عدة مرات في الليل لتطبيق قطرات العين الطبية، وتناول الأدوية لعلاج الألم، والخضوع لبضع عمليات جراحية، تضمنت تنظيف الحطام المتبقي ومحاولة فاشلة لإعادة بناء جفنه.
قال خاروف: “كانت فترة صعبة. لم أخرج من المنزل، ولم أخبر أحدًا بما حدث لأنني شعرت بالحرج نوعًا ما بشأن ذلك – لأن عينيك هي نافذة على روحك، لذلك شعرت وكأن هويتي قد ضاعت”.
في وقت لاحق من ذلك العام، أخبرته والدته عن إعلان شاهدته من Mass Eye and Ear، وهو مستشفى تعليمي تابع لجامعة هارفارد في بوسطن، ماساتشوستس. كان المستشفى يبحث عن متطوعين للمشاركة في تجربة سريرية لعلاج جديد بالخلايا الجذعية للمرضى الذين يعانون من تلف القرنية غير القابل للإصلاح.
يعمل العلاج التجريبي – المسمى “زرع الخلايا الظهارية الطرفية الذاتية المزروعة” (CALEC) – عن طريق أخذ الخلايا الجذعية من عين المريض السليمة، وتنميتها في صفائح من الخلايا في المختبر ثم زرعها في العين التالفة. بمجرد زرعها، تشكل هذه الصفائح الجديدة من الخلايا سطحًا يمكن للأنسجة الطبيعية أن تنمو عليه مرة أخرى.
قرر خاروف الانتقال إلى بوسطن مع والدته للمشاركة في التجربة، التي بدأت في يناير التالي في عام 2021.
قال: “في البداية كنت مترددًا لأنهم اضطروا إلى إجراء عملية جراحية لعيني السليمة، لذلك كنت متوترًا حقًا”.
ولكن بعد ذلك مباشرة بعد أول عملية زرع، رأى خاروف نتائج إيجابية.
قبل تلقي خاروف لعلاج CALEC الجديد، تم اختبار العلاج في البداية في تجربة سريرية صغيرة على 4 مرضى فقط يعانون من تلف القرنية. وقال فريق البحث في ذلك الوقت إن تلك التجربة، التي بدأت نتائجها في عام 2018، كانت أول اختبار على الإطلاق لعلاج الخلايا الجذعية للعين في الولايات المتحدة.
بعد أن أثبتت التجربة الصغيرة سلامة وفعالية العلاج، أجرى الفريق تجربة أكبر مع 15 مريضًا، أحدهم خاروف. نُشرت نتائج التجربة الأكبر في 4 مارس في مجلة Nature Communications، وبشكل عام، وجد أن العلاج فعال في إصلاح الضرر المبهم للقرنية في 93٪ من المرضى المشاركين. ولا تزال التجارب جارية وقد تضمن الموافقة الرسمية على العلاج.
الآن، في سن الثامنة والعشرين وبعد 5 سنوات من إصابته، لا يزال خاروف يعيش في بوسطن حيث يعمل في المبيعات لشركة سفر. الرؤية في عينه اليسرى ليست مثالية، لكنه يقول إن الإصابة لا تسبب له مشاكل أثناء حياته اليومية. على سبيل المثال، إذا غطى عينه اليمنى بيده، فسيظل قادرًا على تحديد موقع الأشياء والتنقل بنفسه.
في أبريل، ينوي الركض في ماراثون بوسطن للمساعدة في جمع الأموال لمؤسسة Mass Eye and Ear.
قال خاروف عن العلاج بالخلايا الجذعية: “أعتقد أنه منحني حياة جديدة تمامًا. الآن وصلت إلى النقطة التي يمكنني فيها أن أشعر بالطبيعية حقًا”.
المصدر: livescience
اقرأ أيضا: