كتب – باسل يوسف:
قال باحثون أمريكيون، إن فيروس الورم الحليمي المعروف باسم بيتا-HPV، ربما يسهم في الإصابة بسرطان الجلد والسيطرة على خلايا الجسم ودفع نمو السرطان.
جاءت هذه الاستنتاجات الجديدة بعد دراسة أجريت على امرأة كانت تعاني سرطان الخلايا الحرشفية الجلدية في جبهتها. كانت أورامها تنمو بشكل متكرر، حتى بعد العلاج المناعي والجراحات.
وكشف تحليل جيني عن مفاجأة، إذ اندمج فيروس بيتا-HPV في الحمض النووي لورم المرأة، وأنتج بروتينات فيروسية تُساعد السرطان على النمو.
قبل ذلك، لم يكن معروفا أن فيروس بيتا-HPV يندمج في الحمض النووي الخلوي.
تقول أندريا ليسكو، أخصائية المناعة في المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية: “يشير هذا إلى احتمال وجود المزيد من الأشخاص المصابين بأشكال عدوانية من سرطان الخلايا الحرشفية الخلوية، والذين يعانون من خلل مناعي كامن، ويمكنهم الاستفادة من العلاجات التي تستهدف الجهاز المناعي”.
كانت المرأة التي خضعت لهذه الدراسة تعاني من اضطراب مناعي وراثي، وهو اضطراب يمنع خلاياها التائية من مهاجمة فيروس الورم الحليمي البشري.
وكشفت الاختبارات أن جهازها المناعي لا يزال قادرًا على إصلاح تلف الحمض النووي الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية وهي السبب الشائع لسرطان الخلايا الحرشفية الخلوية، لكن ضعف خلاياها التائية يعني أن فيروس الورم الحليمي البشري بيتا قد يغزو خلايا جلدها ويحفز تكوين السرطان.
بمجرد اكتشاف سبب حالتها، خضعت المريضة لعملية زرع خلايا جذعية من نخاع العظم لاستبدال خلاياها التائية الضعيفة بخلايا سليمة. وأدى ذلك إلى شفاء سرطان الجلد العدواني والمشاكل الأخرى الناجمة عن فيروس الورم الحليمي البشري، ولم تعد أي منها خلال فترة متابعة استمرت 3 سنوات.
لا تقلل الدراسة بأي حال من دور الأشعة فوق البنفسجية كسبب لسرطان الجلد، ولكنها تُظهر أيضًا وجود عوامل أخرى مؤثرة. في حالات نادرة كهذه، يمكن أن تُسبب الفيروسات الحميدة عادةً آثارًا مدمرة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
المصدر: دراسة في مجلة نيو إنجلاند الطبية.
اقرأ أيضا:
