كتب – رامز يوسف:
كشفت دراسة جديدة بقيادة وكالة ناسا أن الميكروبات الضوئية الصغيرة قد تزدهر سراً على المريخ – مختبئة داخل فقاعات صغيرة من الماء السائل في الطبقات الرقيقة من الجليد الغباري الذي يتناثر على سطح الكوكب الأحمر.
يعتقد الباحثون أن البقع الجليدية قد تكون من بين الأهداف الواعدة في رحلة البحث عن حياة خارج كوكب الأرض داخل نظامنا الشمسي – ويخططون لإعادة إنشائها في المختبر على الأرض لاختبار التوقعات.
يعتبر المريخ عالمًا جليديًا بشكل مدهش: يحتوي الكوكب على كثبان رملية متجمدة تغطي قطبه الشمالي، وألواح عملاقة من جليد ثاني أكسيد الكربون فوق قطبه الجنوبي وقطع ضخمة من المياه المجمدة مدفونة بالقرب من خط استوائه. ومع ذلك، فإنه يحتوي أيضًا على ميزات أصغر تحت الصفر، بما في ذلك بقع من الجليد المائي الغباري التي خلفتها انجرافات الثلوج القديمة التي تشبثت ببقع محددة على سطح الكوكب، مثل قيعان الوديان والوديان.
في دراسة جديدة نُشرت في مجلة Communications Earth and Environment، ابتكر الباحثون نماذج حاسوبية لمحاكاة الظروف داخل هذا الجليد السطحي المترب ووجدوا أنه قد يحتوي على فقاعات صغيرة من مياه الذوبان، والتي يمكن أن تعمل كمناطق مصغرة صالحة للسكنى للحياة الميكروبية المتبقية من الماضي المائي للمريخ.
اقترح الباحثون أن التجاويف المخفية يمكن أن توفر للكائنات وحيدة الخلية 3 متطلبات رئيسية لعملية التمثيل الضوئي: الماء السائل، وغاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي الرقيق للمريخ، وأشعة الشمس، التي تشرق من خلال الجليد الرقيق أعلاه. يمكن للجليد أيضًا أن يحمي الميكروبات من الإشعاع الشمسي القاتل المحتمل والأشعة الكونية، التي تقصف سطح المريخ بسبب افتقار الكوكب إلى الدرع المغناطيسي.
وكتب الباحثون أنه سيكون من السهل على رواد الفضاء والمستعمرين في المستقبل الوصول إلى الجليد المترب والعثور على هذه الفقاعات، ما يجعلها مكانًا أكثر جاذبية للبحث عن حياة خارج كوكب الأرض.
وفقًا للباحثين، يمكن تسخين حبيبات الغبار الداكنة المدفونة تحت طبقات رقيقة من الجليد السطحي بواسطة ضوء الشمس الساطع من خلال الجليد، ما يخلق جيوبًا من الفضاء تمتلئ بالمياه الذائبة. ربما يكون هذا أحد الأماكن الوحيدة التي يمكن أن يتشكل فيها الماء السائل بسهولة على المريخ لأن الجليد يتسامى عادةً – أو يتحول مباشرة إلى غاز – عندما يسخن، كما كتب الباحثون.
تحدث عملية مماثلة على كوكبنا: عندما يحاصر الغبار داخل الثلج والأنهار الجليدية والصفائح الجليدية، فإنه يخلق مساحات تُعرف باسم ثقوب الكرايكونيت، والتي غالبًا ما تحتوي على ماء سائل – وأحيانًا حياة.
“هذه ظاهرة شائعة على الأرض”، كما قال فيل كريستنسن، عالم الكواكب في جامعة ولاية أريزونا، في البيان. “يمكن للثلوج والجليد الكثيف أن يذوب من الداخل إلى الخارج، ما يسمح بدخول ضوء الشمس الذي يدفئه مثل الدفيئة، بدلاً من الذوبان من الأعلى إلى الأسفل”.
تعيش مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكائنات الحية الضوئية في ثقوب الكرايكونيت، مثل الطحالب والفطريات والبكتيريا الزرقاء. وكتب الباحثون أنه خلال فصل الشتاء، عندما تنخفض درجات الحرارة وتتجمد الثقوب مرة أخرى، تدخل هذه الأشكال الحياتية في حالة سبات حيث تتوقف فعليًا عن جميع الوظائف الرئيسية حتى تتشكل الثقوب في الصيف. وأضافوا أن أي ميكروبات مريخية محتملة قد تفعل شيئًا مشابهًا.
المصدر: space