كتب – باسل يوسف:
تشير نتائج تحليل 10 نماذج للمناخ العالمي إلى أن درجات الحرارة ترتفع بشكل أسرع من المتوقع سابقًا.
وأفاد التقرير الذي نُشر في Environmental Research Letters، أن معظم المناطق البرية التي قيمها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) سيتجاوز عتبة (1.5 درجة مئوية) فوق درجات الحرارة ما قبل الصناعة.
عمل الباحثون بنظام ذكاء اصطناعي يُعرف باسم الشبكة العصبية التلافيفية. تعالج الشبكات العصبية المعلومات وتفسرها بطريقة مستوحاة من الدماغ البشري. تختلف الشبكات العصبية التلافيفية عن الشبكات العصبية الاصطناعية في أنها تحافظ على العلاقات المكانية والزمانية في البيانات، وهي جيدة جدًا في حل المشكلات المتعلقة بالتعرف على الصور.
درب فريق البحث شبكة عصبية تلافيفية على كل من المناطق الـ 43 التي حددها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، كما دربوه على التنبؤ بتغيرات درجات الحرارة المستقبلية على أساس المنطقة، وليس على نطاق عالمي، ما يوفر رؤية أكثر محلية ومتوازنة للتحولات في المناخ.
وأضاف الفريق خطوة التعلم الانتقالي، التي ضبطت الشبكة العصبية المدربة ببيانات رصدية جعلت تنبؤات النموذج أكثر واقعية. وكان التعلم الانتقالي ممكنًا باستخدام بيانات من 34 منطقة من مناطق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وقال نواه ديفينا، عالم المناخ في جامعة ستانفورد والمؤلف المشارك في البحث، في بيان جامعي: “من المهم التركيز ليس فقط على الزيادات في درجات الحرارة العالمية ولكن أيضًا على التغييرات المحددة التي تحدث في المناطق المحلية والإقليمية.. من خلال تحديد متى سنصل إلى عتبات الاحترار الإقليمي، يمكننا توقع توقيت التأثيرات المحددة على المجتمع والنظم البيئية بشكل أكثر وضوحًا”.
توقع الفريق ارتفاع درجات الحرارة عند عتبات درجات حرارة متعددة: (1.5 درجة مئوية)، و(درجتان مئويتان)، و(3 درجات مئوية). ووجدت المجموعة أن 34 منطقة من المرجح أن تتجاوز العتبة الأولى بحلول عام 2040. ومن بين تلك المناطق الـ 34، وجد الفريق أن 31 منطقة من المتوقع أن تصل إلى عتبة الاحترار الثانية بحلول عام 2040، وستتجاوز 26 منها العتبة الثالثة بحلول عام 2060.
وقالت إليزابيث بارنز، عالمة المناخ في جامعة ولاية كولورادو والمؤلفة الرئيسية للدراسة، في نفس البيان: “يؤكد بحثنا على أهمية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة مثل التعلم الانتقالي في نمذجة المناخ لتحسين وتقييد التوقعات الإقليمية وتوفير رؤى قابلة للتنفيذ لصناع السياسات والعلماء والمجتمعات في جميع أنحاء العالم”.
كما نشر ديفينباو وبارنز نتائج في Geophysical Research Letters تشير إلى وجود فرصة بنسبة 50/50 بأن يتجاوز الانحباس الحراري العالمي (درجتين مئويتين) حتى لو حققت البشرية أهدافها في الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى الصفر الصافي في الثلاثين عامًا القادمة.
لسوء الحظ، عندما ينحرف مناخ الأرض كثيرًا عن مساره، فإن بعض التغييرات لا رجعة فيها. وفقًا لوكالة ناسا، يمكن أن تتسبب ارتفاعات درجات الحرارة العالمية في “تأثيرات خطيرة ومتتالية”، بما في ذلك الإجهاد الحراري لسكان الأرض.
اقرأ أيضا: