هل كان الاختناق سببا في انقراض إنسان نياندرتال؟

إنسان نياندرتال.. تصور فني
إنسان نياندرتال.. تصور فني
كتب – باسل يوسف:

أظهرت دراسة أجريت على عظام الأذن الداخلية لإنسان نياندرتال فقداناً كبيراً للتنوع في شكله منذ حوالي 110 آلاف عام، ما يشير إلى وجود اختناق وراثي ساهم في تراجع إنسان نياندرتال.

تشير دراسة جديدة إلى أن إنسان نياندرتال ربما كان متجهاً نحو انقراضه قبل وقت طويل ما كان يعتقد الخبراء سابقاً.

في الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Communications، اكتشف الباحثون أنه منذ حوالي 110 آلاف عام، عانى أقرب أقاربنا من البشر من “اختناق سكاني” أدى إلى تدمير تنوعهم الجيني.

الاختناق السكاني يعني الانخفاض المفاجئ في التنوع الجيني داخل نوع ما. ويمكن أن تحدث هذه الاختناقات بسبب عدد من العمليات، مثل تغير المناخ أو الصيد أو الإبادة الجماعية. وقد تكون النتيجة النهائية للاختناق السكاني مرضاً أو الدخول في مرحلة الانقراض.

تمكن العلماء من تحديد عنق الزجاجة من خلال تحليل التغيرات في شكل الأذن الداخلية للإنسان البدائي بمرور الوقت.

عندما حللوا الأذن الداخلية لجماجم الإنسان البدائي، اكتشفوا أن هناك انخفاضًا مفاجئًا في التنوع في هذه العظمة في الجماجم التي يرجع تاريخها إلى بداية العصر البلستوسيني المتأخر، ما يشير إلى تغيير كبير في الهيكل العظمي للإنسان البدائي.

عادةً، تساعد المقارنات بين عينات الحمض النووي القديمة الباحثين في تحديد وقت حدوث عنق الزجاجة. ولكن في هذه الحالة، استخدم الفريق التنوع المنخفض في عظام أذن الإنسان البدائي كبديل. ركزوا على القنوات نصف الدائرية، وهي مجموعة من الأنابيب العظمية في الأذن الداخلية التي تتشكل بالكامل عند الولادة. أثناء الحياة، تمتلئ هذه القنوات بالسوائل، ما يساعد في الحفاظ على التوازن واكتشاف حركات الرأس، مثل الاهتزاز أو الإيماء. ولأن القنوات نصف الدائرية “محايدة” من الناحية التطورية – لأن تنوعها لا يؤثر على بقاء الشخص – فإن تتبع التغييرات الدقيقة في القنوات بمرور الوقت يمكن أن يلقي الضوء على حجم وتنوع السكان في الماضي.

وباستخدام التصوير المقطعي المحوسب، فحص الباحثون القنوات نصف الدائرية لـ 30 من بقايا إنسان نياندرتال من 3 فترات زمنية: 13 من موقع سيما دي لوس هويسوس في إسبانيا يعود تاريخها إلى 430 ألف سنة مضت، و10 من موقع كرابينا في كرواتيا يعود تاريخها إلى 120 ألف سنة مضت، و7 من إنسان نياندرتال “المتأخر” من فرنسا وبلجيكا يعود تاريخها إلى ما بين 64 ألف و40 ألف سنة مضت.

كشف هذا التحليل أن مجموعة إنسان نياندرتال المتأخر كان لديها تباين أقل بكثير في عظام الأذن الداخلية مقارنة بالمجموعات السابقة، ما دفع الباحثين إلى استنتاج أن حدث عنق الزجاجة الجيني كان منذ أكثر من 120 ألف سنة.

وقالت مرسيدس كوندي فالفيردي، عالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية بجامعة ألكالا في إسبانيا، في بيان: “من خلال تضمين الحفريات من نطاق جغرافي وزمني واسع، استطعنا التقاط صورة شاملة لتطور إنسان نياندرتال”. وأضافت أن الانخفاض في التنوع بين إنسان نياندرتال المبكر والمتأخر “مذهل وواضح بشكل خاص، ويوفر دليلاً قوياً على حدث عنق الزجاجة”.

وتتوافق النتائج بشكل جيد مع الاكتشافات السابقة حول إنسان نياندرتال، مثل دليل دوران السكان الذي أثر سلبًا على أعداد إنسان نياندرتال الأوروبي. ولكن من غير الواضح ما إذا كان نفس النمط ينطبق على إنسان نياندرتال في جنوب غرب آسيا، مثل أولئك الذين عاشوا في شاندر في كردستان العراق، كما كتب الباحثون في دراستهم، حيث لم تكن جماجمهم متاحة للتحليل.

المصدر: livescience

اصطفاف الكواكب 2025: كيف ومتى تشاهد الحدث السماوي

قد يعجبك أيضًأ