10 صور غريبة من كوكب المريخ: كلب وعناكب

كتب – رامز يوسف:

من التكوينات الشبيهة بالعناكب والكتل الغامضة إلى المحيط تحت الأرض والبركان العملاق، إليكم 10 أشياء غريبة اكتشفها العلماء على المريخ هذا العام.

في كل عام، تتوصل الروبوتات والأقمار الصناعية التي أرسلها العلماء إلى المريخ إلى اكتشافات تساعدنا على معرفة المزيد عن ماضي الكوكب الأحمر وتقربنا خطوة من مستقبل البشرية المحتمل الذي قد تعيش فيه.

على الرغم من تعطل مروحية إنجينيويتي التابعة لوكالة ناسا ووجود ثقب كبير في إحدى عجلات مركبة كيوريوسيتي، كان 2024 عامًا مميزًا للاكتشافات المريخية، بما في ذلك ما حدث للمجال المغناطيسي للكوكب الأحمر وما إذا كان العالم الغريب كانت به حياة في عصور قديمة أم لا.

إليك 10 أشياء عُثر عليها على المريخ هذا العام.

محيط جوفي عملاق

تصور فني يوضح حجم محيط المريخي الخفي

يمكن القول إن أهم تطور على المريخ هذا العام كان الكشف عن خزان ضخم يحتوي على ما يكفي من المياه لتغطية الكوكب الأحمر بمحيط بعمق (1.6 كيلومتر)، يختبئ تحت سطح المريخ.

اكتشفت مركبة إنسايت التابعة لوكالة ناسا خزانًا تحت الأرض في طبقة من الصخور على عمق يتراوح بين (12 إلى 20 كيلومترًا) تحت سطح الكوكب من خلال تحليل أكثر من 4 سنوات من بيانات “Marsquake”. وعلى الرغم من عدم وجود طرق حفر موجودة يمكنها الوصول إلى هذه الأعماق على الأرض، إلا أن هذا الخزان قد يكون مهمًا للغاية لرواد الفضاء في المستقبل إذا تمكنا من إيجاد طريقة للوصول إليه.

وأشار الباحثون أيضًا إلى أن المحيط المدفون قد يؤوي حياة خارج كوكب الأرض.

عناكب المريخ

صورتان لظاهرة عناكب المريخ

العناكب على المريخ هو الاسم الذي يُطلق على السمات الشبيهة بالشقوق والتي تظهر على سطح الكوكب الأحمر أثناء فصل الربيع المريخي عندما يتسامى جليد ثاني أكسيد الكربون – أو يتحول مباشرة إلى غاز – ويسحب الغبار من الأسفل ثم يستقر في أشكال غريبة على الأرض.

كان العلماء يعرفون عن هذه التكوينات الشبيهة بالعناكب منذ عقود. ولكن في أبريل، كشفت صور من مركبة الفضاء الأوروبية Mars Express ومركبة ExoMars Trace Gas Orbiter أن العناكب ظهرت بأعداد كبيرة في منطقة بالقرب من القطب الجنوبي للمريخ، والمعروفة باسم تشكيل “مدينة الإنكا”.

في سبتمبر، أنشأ الباحثون أيضًا هذه العناكب على الأرض لأول مرة، ما سيساعد العلماء على معرفة المزيد عن هذه الهياكل الغريبة في المستقبل.

كلب المريخ والكتل الغامضة

لقطة شاشة للخريطة التي تظهر الكتلة على شكل كلب

في سبتمبر، عُثر على عشرات الكتل الغامضة الكثيفة – بما في ذلك هيكل ذو شكل كلب – مختبئة تحت قاع البحر القديم المحيط بالقطب الشمالي للمريخ، وذلك بفضل “خريطة الجاذبية” الأولى من نوعها.

أُنشئت الخريطة الجديدة باستخدام بيانات من مركبة الهبوط InSight ومركبة Mars Express، وكشفت عن 20 بنية تحت الأرض بكثافات تتراوح بين (300 و400 كيلوجرام لكل متر مكعب) أعلى من قاع الصخور المحيطة. ومن غير الواضح حاليًا كيف تشكلت وما هي المواد التي تتكون منها.

كما أكد الباحثون وجود عمود ضخم من الحمم البركانية المتصلبة يمتد لمسافة (1750 كم) تحت أعلى قمة في النظام الشمسي، أوليمبوس مونس – وهو بركان عملاق يقف على ارتفاع أكثر من (25 كم) فوق خط استواء المريخ.

بركان ضخم مختبئ

صورة توضيحية للمريخ مع علامات ونصوص توضح خط الاستواء والبركان المكتشف حديثًا والبراكين في منطقة ثارسيس

حتى وقت قريب، افترض العلماء أننا اكتشفنا بالفعل جميع الهياكل الكبرى على المريخ. ولكن في شهر مارس، أعلن العلماء عن اكتشاف مفاجئ لبركان هائل ميت منذ فترة طويلة، يمتد على مساحة تزيد عن (450 كيلومترًا).

البركان العملاق، لم يُلاحَظ حتى الآن لأنه تآكل بشكل كبير، ما يعني أن القليل منه بقي فوق الأرض. ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن المنطقة محاطة ببقايا منحدرات قديمة كانت ترتفع ذات يوم فوق المناظر الطبيعية المحيطة.

كما رصد الباحثون ما يبدو أنه بقايا طبقة من الجليد المدفون بالقرب من قاعدة البركان، ما قد يجعل البركان “موقعًا رئيسيًا” للبحث البيولوجي الفلكي.

ابتسامة مالحة

وجه مبتسم وردي اللون مع فوهات نيزكية كعيون على سطح المريخ

في سبتمبر، رصد الباحثون “وجهًا مبتسمًا” مفاجئًا يشع من سطح المريخ أثناء مسحهم للمناظر الطبيعية الغريبة.

التقطت صورة الشكل المبتسم، الذي يتكون من حلقة من رواسب ملح الكلوريد القديمة مع زوج من عيون الحفرة النيزكية، بواسطة مركبة ExoMars Trace Gas Orbiter التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية. يظهر ملح الكلوريد باللون الوردي في الصورة لأنه التقط بالأشعة تحت الحمراء. عادة، تكون الابتسامة غير مرئية للعين المجردة.

الصورة جزء من دراسة مسحت ما يقرب من 1000 رواسب مماثلة، يُعتقد أنها جميعًا “توفر الظروف المثالية للنشاط البيولوجي والحفظ”، كما كتب الباحثون.

قمم متجمدة مليئة بالمياه

رسم توضيحي لجبل أوليمبوس أكبر بركان معروف في النظام الشمسي

بالعين المجردة، تبدو البراكين المريخية جافة وقاحلة مثل بقية الكوكب الأحمر. ومع ذلك، في يونيو، كشف الباحثون أن القمم العالية لهذه الجبال الخاملة مغطاة بالمياه – على شكل صقيع.

في المجموع، يعتقد الباحثون أنه قد يكون هناك ما لا يقل عن 150 ألف طن من الصقيع المائي – أي ما يعادل 60 حمام سباحة أوليمبي – على أكبر 4 قمم مريخية في أي وقت، وفقًا للصور التي التقطتها مركبة Trace Gas Orbiter التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.

كان الباحثون قد افترضوا سابقًا أن هذا سيكون مستحيلًا لأن ضوء الشمس عند خط الاستواء، حيث توجد جميع البراكين، قوي بما يكفي لتحويل أي جليد مباشرة إلى غاز. ومع ذلك، تظهر الدراسة الجديدة أنه بينما يتسامى الصقيع كل يوم، فإنه يتشكل بين عشية وضحاها.

صخور غريبة

التقطت مركبة كيوريوسيتي صخرة على شكل شارة اتصال ستار تريك في 9 يناير 2024

في يناير، رصدت مركبة كيوريوسيتي صخرة على شكل رأس سهم على منحدرات جبل شارب، تشبه شعار ستارفليت من سلسلة أفلام “ستار تريك”.

في يونيو، اكتشفت مركبة بيرسيفيرانس صخرة فاتحة اللون هي الأولى من نوعها في فوهة جيزيرو. وقال الباحثون إن الصخرة الشاحبة، التي أطلق عليها اسم “نقطة أتوكو” نسبة لصخرة غريبة مماثلة في جراند كانيون، يمكن أن تلقي ضوءًا جديدًا على ماضي المريخ.

وفي سبتمبر، عثرت مركبة بيرسيفيرانس أيضًا على “صخرة حمار وحشي” غريبة مخططة بالأبيض والأسود لا تشبه أي شيء آخر شوهد على الكوكب الأحمر. الأصل الدقيق لهذه الصخرة، التي أطلق عليها اسم “قلعة فريا”، غير معروف، لكن الباحثين يشتبهون في أنها تشكلت من خلال عمليات بركانية.

تضاريس غامضة وغبار داكن

التقطت مركبة الفضاء الأوروبية صورًا قال الباحثون إنها غامضة بشكل مدهش

في شهر أبريل، التقطت مركبة الفضاء الأوروبية Mars Orbiter صوراً لملامح سطحية حول القطب الجنوبي للكوكب، قال الباحثون إنها كانت “مظلمة بشكل مدهش مقارنة بمحيطها الجليدي”.

أطلق العلماء على هذه المناطق اسم “التضاريس الغامضة” ويعتقدون أنها ناجمة عن بقع من جليد ثاني أكسيد الكربون تتجمد وتتصاعد بشكل متكرر طوال العام. هذه دورة موسمية، حيث يظهر الجليد خلال الخريف المريخي ويختفي في الربيع.

حدد الفريق أيضًا أماكن محددة يعتقدون أن الغبار الداكن ينسحب من السطح عبر الجليد، على غرار كيفية تشكل “العناكب على المريخ”، ما يخلق أشكالًا متعددة الأضلاع حيث يمتص الغبار ضوء الشمس الإضافي ويتسبب في تصعيد الجليد بشكل أسرع.

بقع خضراء

منظر جوي للمريخ يظهر بقعًا خضراء في التراب الأحمر

بفضل الخيال العلمي المبكر، ربما تشبه الصورة الذهنية لمعظم الناس عن المريخيين المحتملين رجالًا صغارًا خضرًا. ولكن في حين ظلت هذه الكائنات الفضائية النمطية بعيدة المنال حتى الآن، فقد اكتشفت مركبة بيرسيفيرانس بقعًا خضراء صغيرة على الكوكب الأحمر هذا العام.

التقطت صورة البقع الصغيرة، التي يبلغ قياسها حوالي (0.2 سم) في أغسطس أثناء مسح المركبة منطقة يطلق عليها “Serpentine Rapids”. كانت البقع الملونة مدمجة داخل الصخور إلى جانب النقاط البيضاء. يمكن العثور على بقع خضراء مثل هذه في الصخور على الأرض عندما يتأكسد الحديد، ما يعطي الصخور تركيبة مماثلة للصدأ – ويعتقد الباحثون أن نفس الشيء يحدث على الأرجح على المريخ.

على الأرض، غالبًا ما تساعد الميكروبات في أكسدة الصخور، ما يشير إلى أن نفس الشيء حدث على الكوكب الأحمر. ومع ذلك، يمكن أن تتشكل البقع أيضًا من خلال عوامل غير حيوية.

قطع جليدية مدفونة

الرواسب الغنية بالجليد يصل سمكها إلى 3000 متر

بالإضافة إلى المحيط الجوفي المكتشف حديثًا والصقيع الوفير الذي اكتشف أعلى براكين المريخ، اكتشف الباحثون أيضًا كتلًا ضخمة من الجليد مدفونة تحت خط استواء الكوكب الأحمر هذا العام.

رُصدت الكتل المغمورة، التي تمتد لمسافة (3.7 كم) تحت السطح، باستخدام صور الرادار التي التقطتها مركبة Mars Express Orbiter التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية. وهي مختبئة تحت تشكيل جيولوجي يسمى “تشكيل Medusae Fossae” وتغطيها طبقات سميكة من الرماد والغبار.

من غير الواضح كيف دُفن الجليد، لكن هذه ليست المرة الأولى التي يُعثر فيها على مياه متجمدة تحت خط استواء المريخ، ما يشير إلى أنه قد يكون من الجيد إنشاء قواعد مريخية مستقبلية بالقرب من منتصف الكوكب.

المصدر: Live Science

اقرأ أيضا:

هل يحتوي العسل الأبيض على ميكروبات.. وما أضرارها؟

قد يعجبك أيضًأ