يقترح يان ليكون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا، أن الذكاء الاصطناعي قد يحتاج إلى أكثر من عقد من الزمان للوصول إلى ذكاء يشبه ذكاء الإنسان.
وفي حديثه في مؤتمر ميتا للبناء مع الذكاء الاصطناعي في بنجالورو، أشار ليكون إلى أن تحقيق الذكاء على مستوى الإنسان، أو ما تسميه ميتا “الذكاء الآلي المتقدم” (AMI)، لا يزال بعيدًا جدًا.
وقال لصحيفة إيكونوميك تايمز، إن بناء الذكاء الاصطناعي القادر على فهم العالم مثل البشر سيتطلب تقدمًا كبيرًا.
وأكد أن الرحلة نحو الذكاء الاصطناعي المتقدم ستشمل أنظمة لا تدرك العالم المادي فحسب، بل تمتلك أيضًا ذاكرة مستمرة وقدرات استدلال. وحتى بعد 6 إلى 10 أعوام من التطوير، يعتقد أن ذكاء مثل هذه الأنظمة قد ينافس ذكاء القطط فقط.
وقال إن ميتا تعمل على تطوير أنظمة تتعلم من مراقبة مقاطع الفيديو، ما يمكن الذكاء الاصطناعي من فهم العالم المادي بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، ستحتاج نماذج اللغة الكبيرة إلى تخزين ذكريات مماثلة لوظائف الدماغ البشري، مثل الذاكرة العاملة والذاكرة طويلة المدى، والتي يفتقر إليها الذكاء الاصطناعي الحالي. وفقًا لـ ليكون، فإن الخطوة الأساسية الأخرى هي تمكين هذه الأنظمة من التخطيط والمنطق.
على الرغم من أن التقدم قد يستغرق عدة سنوات، إلا أن ليكون لا يتوقع أن تحقق الإصدارات الأولى ذكاءً كاملاً على مستوى الإنسان.
أعرب ليكون أيضًا عن مخاوفه بشأن اللوائح العالمية، والتي يشعر أنها غالبًا ما تستند إلى مخاوف لا أساس لها من الصحة حول الذكاء الاصطناعي. وذكر أن هذه الشكوك التنظيمية قد تعيق الابتكار، مستشهدًا بمثال نظارات ميتا الذكية، التي تم تطويرها بالشراكة مع Ray-Ban. يمكن للنظارات ترجمة النص في الوقت الفعلي، لكنها غير متوفرة في أوروبا بسبب الأطر القانونية غير الواضحة.
في رأيه، الذكاء الاصطناعي ليس خطيرًا بطبيعته كتكنولوجيا، على الرغم من أن الاستخدام غير السليم قد يؤدي إلى آثار جانبية سلبية. وشدد على أهمية نشر الذكاء الاصطناعي بعناية بدلاً من خنق تطوره بقيود غير ضرورية.
وفيما يتعلق بقضية تأثير الذكاء الاصطناعي على العمالة، أشار لوكون إلى أن العديد من خبراء الاقتصاد لا يتوقعون أن يؤدي ذلك إلى فقدان الوظائف على نطاق واسع. وبدلاً من ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمهد الطريق لمهن جديدة، وتحويل الصناعات وخلق فرص جديدة. وأكد أن أفضل طريقة للدول للاستعداد لهذا التحول هي الاستثمار في تدريب القوى العاملة لتسخير فوائد التقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.