كتب – باسل يوسف:
هذه الصورة الرائعة، التي التقطها تلسكوب سوبارو الياباني، تُظهر مجرة نادرة للغاية ذات حلقات ثلاثية تقع على بعد حوالي 800 مليون سنة ضوئية من الأرض، كما كتب مسؤولون من المرصد الفلكي الوطني الياباني في بيان، ولا يزال كيفية تشكل هذه المجرة لغزًا كونيًا.
التصنيف القديم للمجرات
وفقًا لطريقة تصنيف تسلسل هابل القياسية، تنقسم المجرات عادةً إلى واحدة من أربع فئات: إهليلجية، وعدسية، وحلزونية وغير منتظمة.
تبدو المجرات الإهليلجية ناعمة إلى حد ما وبيضاوية الشكل من خلال التلسكوب، مع توزيع متساوٍ للنجوم. وتبدو المجرات العدسية مثل القطع الناقص المسطح مع انتفاخ في المنتصف. والمجرات الحلزونية، مثل مجرتنا درب التبانة، لها انتفاخ مركزي مماثل، ولكن بدلاً من القرص الخارجي، لديها “أذرع” نجمية دوامية. والمجرات غير المنتظمة، كما يوحي اسمها، تفتقر إلى شكل منظم يمكن التنبؤ به.
ولكن المجرات الحلقية لا تندرج ضمن هذه الفئات الأنيقة. ودفع هذا بعض الباحثين والعلماء إلى القول بأن تسلسل هابل – الطريقة الأكثر استخدامًا لتصنيف المجرات – بحاجة إلى تحديث.
في حين تميل مجرات تسلسل هابل إلى اتباع أحد مسارين تطوريين يمكن التنبؤ بهما، لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف تتشكل المجرات الحلقية. إحدى الفرضيات الرائدة، أنها تنشأ عن تصادمات بين المجرات. عندما تضرب مجرة أخرى مركز مجرة حلزونية، فإنها تخلق تموجات من الغاز والغبار تشع مثل موجة الصدمة، ما ينتج عنه حلقة، كما تشير النظرية.
هناك فرضية أخرى مفادها أن حلقات المجرات تنشأ عن ظواهر الرنين الطبيعي. ومع تحرك الغاز بين النجوم داخل المجرة، فإنه يميل إلى التجمع في مناطق معينة بسبب التأثيرات الجاذبية. وفي ظل ظروف معينة، يمكن أن يؤدي هذا إلى ظهور شكل حلقي مميز حول المجرة – أو حتى أكثر من شكل حلقي.
يعتبر مشروع Galaxy Cruise، وهو مشروع العلوم المدنية المسؤول عن تصنيف صور سوبارو، المجرات الحلقية حاليًا نتيجة للاصطدامات. وما زال من غير المعروف ما إذا كانت هذه المجرة ذات الحلقات الثلاثية قد تشكلت من خلال تصادمات متعددة، أو تصادم واحد أو بعض الوسائل الأخرى. ولكن هناك شيء واحد مؤكد: إن العثور على مثل هذه المجرات الغريبة يساعدنا في تحسين فهمنا الشامل للكون وتكوين المجرات.
اقرأ أيضا:
