كتب – رامز يوسف:
تُظهِر سلسلة من الصور الليلية التي التقطها رائد فضاء على متن محطة الفضاء الدولية، الأضواء الشاسعة للقاهرة، وتتتبع مسار نهر النيل وتسلط الضوء على توسع المدينة في المناطق التابعة مثل القاهرة الجديدة ومدينة السادس من أكتوبر.
تُظهِر الصور، التي جُمعت معًا لتكوين منظر بانورامي، تباينًا واضحًا بين المناطق الحضرية المضاءة بشكل ساطع والأراضي الزراعية والصحراوية المظلمة، ما يوفر منظورًا فريدًا للتطور الحضري والميزات الجغرافية.
القاهرة من الفضاء
في الصورة، تشع أضواء المدينة من وسط القاهرة. النهر نفسه، يشبه شريطًا داكنًا، يتعرج عبر المشهد بينما يتدفق من الجنوب إلى الشمال، ويصب في النهاية في البحر الأبيض المتوسط بعد الحافة الشمالية للصورة مباشرة.
في شمال القاهرة والجيزة، يتسع نهر النيل ليشكل دلتا مترامية الأطراف، ويشكل واحة زراعية خصبة. تشير مجموعات الضوء المنتشرة عبر الدلتا إلى مواقع المدن، بينما تكشف المناطق الأكثر قتامة عن مناطق من الأراضي الزراعية الكثيفة.
على الجانب الأيمن من الصورة، تضيء الأضواء الساطعة مطار القاهرة الدولي، الذي يتناقض مع التضاريس الصحراوية المظلمة المحيطة به. على مشارف الجيزة، تشكل الأراضي الزراعية والصحراء المناطق المظلمة. تقع أهرام الجيزة بين المناطق المضاءة بشكل ساطع والمدن القمرية الواقعة إلى الغرب. المدن القمرية هي مراكز حضرية تقع ضمن مسافة معقولة من المدن الكبرى، وتتميز بمراكز مدنها الخاصة وتشكل جزءًا لا يتجزأ من المنطقة الحضرية.
المدن الجديدة، مثل القاهرة الجديدة ومدينة السادس من أكتوبر، تشكل جزءًا من توسع منطقة القاهرة الكبرى على مدى العقود العديدة الماضية. وتسلط الأنوار ذات اللون البرتقالي التي ربما تنبع من المصابيح الكهربائية الصوديومية، الضوء على الأنماط الشعاعية والزاوية المميزة لهذه المناطق.
تم توثيق التوسع الحضري في منطقة القاهرة الكبرى في كل من الصور النهارية والليلية التي التقطها البشر في الفضاء منذ عام 1965. وتضمنت مقالة سابقة لمرصد ناسا للأرض عن القاهرة في الليل صورة التقطت في عام 2014، عندما كانت منطقة القاهرة الكبرى موطنًا لأكثر من 20 مليون شخص. وفي الفترة بين ديسمبر 2014 ويوليو 2023، نما عدد سكان المنطقة بأكثر من مليون شخص.
التقطت صور رواد الفضاء ISS069-E-37411-37414 في 26 يوليو 2023 بواسطة أحد أفراد طاقم البعثة 69 باستخدام كاميرا رقمية من نوع Nikon D5 ذات بعد بؤري يبلغ 400 مليمتر. ونشرت هذه الصور من قبل منشأة رصد الأرض التابعة لطاقم محطة الفضاء الدولية ووحدة علوم الأرض والاستشعار عن بعد في مركز جونسون الفضائي التابع لوكالة ناسا.
لتعزيز وضوحها، تم اقتصاص الصور وتعديلها لتحسين التباين ومعالجتها لإزالة آثار العدسات. يدعم برنامج محطة الفضاء الدولية هذا الجهد كجزء من مختبر محطة الفضاء الدولية الوطني، ما يتيح لرواد الفضاء التقاط صور قيمة للأرض للبحث العلمي والمصلحة العامة.
اقرأ أيضا: