كتبت – شيرين فرج:
قد يكون سرطان القولون والمستقيم، أحد الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالسرطان في جميع أنحاء العالم، قد وجد للتو عدوًا غير متوقع في عشبة شائعة.
استخدم نبات الشيح الأبيض، المعروف أيضًا باسم عشبة ألبا، لأغراض طبية لآلاف السنين، في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وينتشر بغزارة في الصحارى المصرية.
هذه العشبة العطرية، التي استخدمت لعلاج أمراض مثل التهاب الشعب الهوائية ومشاكل الجهاز الهضمي، تجذب انتباه العلماء الآن لغرض أكثر أهمية.
تسلط دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة الشارقة الضوء على إمكانات الشيح الأبيض في مكافحة سرطان القولون والمستقيم.
يعد سرطان القولون والمستقيم، أو CRC، مصدر قلق صحي عالمي. يصنف على أنه ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا على مستوى العالم، وهو مسؤول عما يقرب من 10٪ من جميع حالات السرطان.
يؤثر سرطان القولون والمستقيم بشكل رئيسي على المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة وهو ثاني سبب رئيسي للوفاة بسبب السرطان. مع تسجيل مليون حالة وفاة ومليوني حالة جديدة في عام 2020 وحده، هناك حاجة ملحة لعلاجات أكثر فعالية لسرطان القولون والمستقيم.
الدكتورة لارا بو ملهب، مؤلفة الدراسة الرئيسية، هي باحثة مشاركة في معهد البحوث الطبية والصحية بجامعة الشارقة.
أشارت الدكتورة بو ملهب إلى أن “الشيح العشبي الأبيض يمكن أن يكون مكونًا طبيعيًا واعدًا لعلاجات السرطان الجديدة بناءً على نتائج دراستنا. سرطان القولون والمستقيم مرض شائع وخطير، ما يجعل من الضروري إيجاد علاجات جديدة وأفضل”.
كيف يعمل النبات
وجد أن المستخلصات المعزولة من الشيح العشبي الأبيض تحتوي على مركبات لها القدرة على مكافحة سرطان القولون والمستقيم. تعمل هذه المركبات على إيقاف نمو الخلايا الخبيثة وتحفيز التدمير الذاتي بصرف النظر عن التركيب الجيني لهذه الخلايا.
تتداخل المركبات أيضًا مع انقسام الخلايا في الخلايا السرطانية من خلال بروتينات مثل Cyclin B1 وCDK1.
علاوة على ذلك، تعمل مستخلصات الأعشاب على تثبيط مسار يساهم بشكل كبير في تكوين الأورام، وهو مسار PI3K/AKT/mTOR.
وقالت بو ملهب: “تسلط نتائجنا الضوء على الإمكانات الهائلة لـ Artemisia herba-alba كمصدر طبيعي لتطوير علاجات مبتكرة ضد سرطان القولون والمستقيم، ومعالجة الحاجة الملحة للعلاجات ذات الآثار الجانبية الأقل والفعالية الأكبر”.
تعاني أدوية العلاج الكيميائي الحالية من مشاكل تطوير الخلايا السرطانية للمقاومة والأضرار الجانبية. وبالتالي، يمكن أن تكون لهذه الدراسة آثار كبيرة إذا لاحظتها ونفذتها شركات الأدوية العملاقة.
في حين أن المزيد من البحث ضروري لكشف الآليات الجزيئية المحددة والفعالية السريرية لـ Artemisia herba-alba في علاج السرطان، فلا يمكن إنكار الإمكانات التي تحملها هذه العشبة المتواضعة داخل أوراقها.
نُشرت الدراسة في مجلة علوم الغذاء والتغذية.
اقرأ أيضا: