طفل لابيدو: دليل أكيد على تزاوج البشر ونياندرتال

تصور فني لطفل لابيدو
تصور فني لطفل لابيدو
كتب – باسل يوسف:

حدد تأريخ هيكل عظمي لطفل يحمل سمات إنسان نياندرتال وإنسان حديث إلى حوالي 28 ألف عام، وفقًا لبحث جديد استخدم طريقة كيميائية جديدة لتحقيق هذا الإنجاز.

تغير التواريخ الجديدة، التي تتراوح بين 25830 إلى 26600 قبل الميلاد، ما كان يعتقده علماء الآثار في البداية حول طقوس الدفن المحيطة بطفل “لابيدو” في ما يُعرف الآن بالبرتغال.

قال جواو زيلهاو، عالم الآثار بجامعة برشلونة “ربما أدى موت الطفل إلى إعلان المكان محظورًا أو غير مناسب لأنشطة الصيد العادية، فابتعد عنه الناس حتى يتلاشى الحدث من الذاكرة الاجتماعية”، حسب مجلة ساينس أدفانسز.

اكتشف هيكل الطفل عام 1998 في ملجأ صخري يسمى لاجار فيلهو في وادي لابيدو بوسط البرتغال. عندما أزال علماء الأنثروبولوجيا القديمة العظام من التراب، لاحظوا على الفور أن هيكل الطفل كان به “فسيفساء” من سمات إنسان نياندرتال والبشر المعاصرين، ما يشير إلى أنه كان فردًا هجينًا. على سبيل المثال، كان للطفل ذقن بارز مثل ذقن البشر ولكن ساقيه قصيرتان وممتلئتان مثل أرجل إنسان نياندرتال.

في أواخر تسعينيات القرن العشرين، لم يُقبل اكتشاف طفل هجين وطقوس الدفن المرتبطة به كتفسير صالح لموقع لابيدو. عُثر على طفل لابيدو قبل عقد من الزمان من تسلسل أول جينوم نياندرتال – وهو إنجاز مهد الطريق لفهم أفضل للتزاوج بين البشر وأبناء عمومتنا المنقرضين. نعلم الآن من الحمض النووي القديم أن إنسان نياندرتال والبشر تزاوجوا عدة مرات على مدى آلاف السنين.

إحدى القضايا التي صعبت دراسة الباحثين لطفل لابيدو هي صعوبة تحديد تاريخه. أُجريت 4 محاولات سابقة باستخدام طرق التأريخ بالكربون المشع التقليدية لتضييق الإطار الزمني للدفن، لكن المشاكل المتعلقة بالحفظ الرديء والمنهجية لم تنتج سوى نطاق واسع يتراوح من 20.000 إلى 26.000 سنة قبل الوقت الحاضر – أحدث بكثير ما كان متوقعًا بناءً على التواريخ من عظام الحيوانات القريبة.

ولكن باستخدام طريقة جديدة تسمى تحليل الكربون المشع المركب (CSRA)، حدد الباحثون أن طفل لابيدو عاش قبل آلاف السنين ما كان يعتقد في البداية.

قالت المؤلفة الأولى للدراسة بيثان لينسكوت، وهي عالمة كيمياء جيولوجية بجامعة ميامي، إنه على الرغم من أن طريقة تحليل الكربون المشع المركب موجودة منذ فترة، إلا أنها لم تستخدم إلا مؤخرًا لإعادة تأريخ مواقع إنسان نياندرتال حيث تسبب الكربون الحديث في تلويث العينات القديمة.

ثم ذهب الفريق إلى أبعد من ذلك في بحثهم من خلال إعادة تأريخ ثلاثة أشياء افترض المنقبون أنها كانت جزءًا من طقوس دفن طفل لابيدو: أرنب صغير عُثر على عظامه فوق الطفل، وعظام غزال أحمر كانت بالقرب من كتف الطفل، وفحم تحت ساقي الطفل يُفترض أنه كان نارًا طقسية.

ومع ذلك، اكتشف الباحثون أن عظام الأرنب فقط كانت معاصرة لطفل لابيدو، في حين أن الفحم وعظام الغزال الأحمر كانت أقدم بكثير، ما يشير إلى أنها كانت موجودة بالفعل في الموقع عندما دُفن الطفل.

نتيجة لتقنية التأريخ الجديدة، افترض الباحثون أن الأرنب وُضع فوق جسد طفل لابيدو المغطى كقربان قبل ملء القبر منذ حوالي 28 ألف عام. ثم تم التخلي عن الموقع لمدة ألفي عام على الأقل.

قال آدم فان أرسديل، عالم الأنثروبولوجيا القديمة في كلية ويلسلي والذي لم يشارك في الدراسة “في حين أننا لا نملك أي دليل وراثي من لاجار فيلهو، فإن تقديم تأكيد إضافي على عمر الموقع يسمح لنا بفهم أفضل، على أساس علم التشكل، لكيفية حدوث عملية استبدال إنسان نياندرتال بإنسان عاقل”.

يحاول الباحثون معرفة مقدار التداخل الدقيق في الوقت بين المجموعتين وما إذا كانت السمات المحددة المشتركة من مجموعة إلى أخرى مفيدة، خاصة أن إنسان نياندرتال انقرض منذ حوالي 40 ألف عام ولكن البشر الحديثين استمروا.

المصدر: livescience

اقرأ أيضا:

أول مظاهرة في العالم لنصرة العلم: ضد ترامب

قد يعجبك أيضًأ