كتب – باسل يوسف:
كما يوحي اسمها، جبال قوس قزح في الصين هي تشكيلاتٌ متعددة الألوان تقع في شمال غرب البلاد. يتميّز المشهد في هذه المنطقة بخطوطٍ نابضة بالحياة تبدو وكأنها رُسمت على الصخور.
تقع جبال قوس قزح عند سفوح جبال كيليان الوعرة، ومن المرجح أنها تشكّلت في نفس وقت تشكّل جبال الهيمالايا تقريبًا، أي قبل حوالي 50 مليون سنة، وفقًا لمرصد الأرض التابع لوكالة ناسا.
الأرض التي كانت مسطحة نسبيًا في السابق، انكمشت وانطوت لتشكّل تضاريس وعرة عندما اصطدمت الصفيحة التكتونية الهندية بالصفيحة الأوراسية. يعود ذلك إلى تشابه كثافة الصخور بين الصفيحتين، الأمر الذي منع انزلاق أي منهما تحت الأخرى وتشكيل منطقة الاندساس، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS).
إلا أن أساس نمط قوس قزح للجبال وُضع قبل فترة طويلة من هذا الاصطدام الملحمي.
تتكون جبال قوس قزح من الحجر الرملي والحجر الغريني، وهما صخور رسوبية تتشكل عندما ينضغط الرمل والطمي على التوالي ويلتصقان ببعضهما البعض على مدى فترات زمنية طويلة. ترسبت هذه الصخور، بأشرطتها ذات الألوان المختلفة، قبل تشكل جبال الهيمالايا.
تنتج هذه الأشرطة الملونة عن وجود الحديد والمعادن الأخرى في الصخور. لكل شريط تركيب مختلف يحدد صبغته. على سبيل المثال، الخطوط الحمراء الداكنة غنية بأكاسيد الحديد، وتحتوي الطبقات الصفراء على كمية وفيرة من كبريتيد الحديد، وتحتوي الأشرطة الخضراء على كمية أكبر من الكلوريت وسيليكات الحديد.
تراكم الحديد والمعادن الأخرى في الصخور بينما كانت حبيبات الرمل والطمي لا تزال تلتصق ببعضها. ترسب الماء الجوفي المتداول في المسام بين حبيبات الصخور المعادن، مغلفًا كل حبة، ومعززًا التصاق الصخور ببعضها.
الأشرطة المائلة التي نراها اليوم على جوانب جبال قوس قزح هي طبقات مقلوبة كانت ستبقى مدفونة أفقية لولا اصطدام الصفيحتين الهندية والأوراسية. أعقب انكماش الأرض بفعل الصفائح التكتونية تآكل شديد، ما أدى إلى إزالة أي رواسب تغطي الطبقات الملونة. لحسن حظ زوار اليوم، لا توجد نباتات تحجب نمط قوس قزح اللافت للنظر.
تُعد جبال قوس قزح وجهة سياحية شهيرة. وهي محمية كجزء من حديقة تشانجيه دانشيا الجيولوجية الوطنية، ولكن يمكن للزوار الصعود إلى قمم التلال والاستمتاع بالمناظر الخلابة باستخدام السلالم والمنصات الخشبية.
المصدر: Live Science
اقرأ أيضا:
