كتبت – شيرين فرج:
أصيب أكثر من 600 شخص بالحصبة في الولايات المتحدة هذا العام، حتى 4 أبريل، كما شهدت 3 حالات وفاة.
مع تزايد عدد الحالات، إليك ما تحتاج معرفته حول الحصبة، وكيفية انتشارها، وكيف يمكنك حماية نفسك وأحبائك من المرض.
ما هي الحصبة وكيف تنتشر؟
الحصبة عدوى تنفسية قاتلة محتملة، يسببها “فيروس الحصبة”. يصيب المرض البشر حصريًا، أي أنه لا يصيب الحيوانات.
تنتقل الحصبة من شخص لآخر عبر الرذاذ في الهواء، الذي ينطلق عند سعال أو عطس الشخص المصاب، على سبيل المثال.
قالت الدكتورة آشلي ستيفنز، الأستاذة المساعدة وطبيبة الأطفال في المركز الطبي بجامعة كولومبيا إيرفينج في نيويورك: “ربما تكون الحصبة واحدة من أكثر الفيروسات عدوى على الإطلاق”.
بمجرد انطلاق الرذاذ المحتوي على فيروس الحصبة من شخص مصاب في الهواء، يمكن أن يبقى عالقًا في الهواء لمدة ساعتين. أي شخص قريب غير محصن ضد الفيروس، تكون لديه فرصة 90% للإصابة به إذا استنشق هذه الرذاذ. عادةً ما يُقدر معدل التكاثر الأساسي للحصبة – وهو تقدير متوسط عدد الأشخاص المعرضين للإصابة الذين قد ينقل إليهم الشخص المصاب المرض – بما يتراوح بين 12 و18. بالمقارنة، تتراوح تقديرات الإنفلونزا الموسمية بين 1 و2.
ما هي أعراض الحصبة وكيف تُعالج؟
عادةً ما تظهر أعراض الحصبة على الأشخاص خلال 7 إلى 14 يومًا من التعرض للفيروس. تشمل الأعراض الأولية الشائعة للمرض ارتفاعًا في درجة الحرارة، وسعالًا، وسيلانًا في الأنف، بالإضافة إلى احمرار ودموع في العينين.
بعد بضعة أيام، يظهر الطفح الجلدي الأحمر المميز للحصبة، عادةً على الرأس أولاً قبل أن ينتشر إلى باقي الجسم. يبدأ الطفح الجلدي على شكل بقع حمراء مسطحة، وقد تظهر لاحقًا نتوءات صغيرة مرتفعة فوق البقع. يمكن أن تتجمع البقع مع بعضها البعض وتنتشر في جميع أنحاء الجسم.
يُصاب بعض الأشخاص أيضًا ببقع بيضاء صغيرة تظهر داخل الخدين وعلى ظهر الشفاه، تُعرف باسم بقع كوبليك.
يمكن أن تُسبب الحصبة مضاعفات خطيرة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي وتورم الدماغ، المعروف باسم التهاب الدماغ. تزداد احتمالية حدوث هذه المضاعفات لدى فئات معينة، مثل الأطفال دون سن الخامسة، والحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة. يموت ما يقرب من طفل إلى 3 أطفال من كل ألف مصاب بالحصبة، نتيجةً لمضاعفات تنفسية أو عصبية.
قالت ستيفنز إنه لا يوجد علاج فعال للحصبة. يجب أن يأخذ المرض مجراه، ويستغرق عادةً ما بين 10 و14 يومًا لمن ينجو. في هذه الأثناء، قد تُوصف للمرضى أدوية للمساعدة في السيطرة على أعراضهم، مثل الأسيتامينوفين لتسكين الألم وخفض الحرارة.
الناجون من نوبة حصبة، قد يعانون مشاكل صحية مستمرة بعد ذلك. ومن المعروف أن الحصبة تُسبب نوعًا من فقدان الذاكرة في الجهاز المناعي – وينتهي الأمر بالأشخاص إلى اكتساب مناعة ضد عدوى الحصبة في المستقبل، لكنهم يصبحون عرضة لجراثيم أخرى سبق أن تعرضوا لها.
كيف يمكنك حماية نفسك من الحصبة؟
أفضل طريقة لتجنب الإصابة بالحصبة هي التطعيم بجرعتين من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR).
وهناك خيار آخر وهو لقاح MMRV، الذي يحمي أيضًا من (فيروس جدري الماء). ومع ذلك، يُوصى عمومًا بلقاح MMR بدلًا من MMRV لأنه أقل عرضة لارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال.
يجب أن يتلقى الأطفال جرعتهم الأولى من لقاح MMR عندما تتراوح أعمارهم بين 12 و15 شهرًا، تليها جرعة ثانية بين 4 و6 سنوات.
جرعة واحدة من لقاح MMR فعالة بنسبة 93% ضد الحصبة، وترتفع هذه الحماية إلى 97% بعد إعطاء الجرعة الثانية. تشير الأدلة إلى أن الأشخاص الذين تلقوا التطعيم الكامل يتمتعون بحماية مدى الحياة ضد الحصبة، دون الحاجة إلى جرعة مُعززة.
من بين المعلومات المضللة حول لقاح MMR أنه يُسبب التوحد – وهو ادعاء نشأ في أواخر التسعينيات بعد نشر بحث في مجلة The Lancet، لكنه تعرض للتفنيد والتكذيب الكامل. زعم البحث وجود صلة بين اللقاح والتوحد، لكن أساليبه كانت معيبة، وبياناته مُزورة عمدًا، وكان لدى مؤلفه تضارب مصالح واضح. وسُحب البحث في النهاية.
المصدر: Live Science
اقرأ أيضا: